مؤسسة ثقافية لبلورة الأفكار النوعية التنويرية وترسيخ قيم العلم والمعرفة:
افتتاح مقرّ «بيت الفلسفة» في الفجيرة يستقطب أسماء وازنة في عوالم الثقافة والفكر والفلسفة
ضمنهم المغربي الدكتور المهدي مستقيم
بحضور أسماء وازنة من عالم الثقافة والفكر والفلسفة من مختلف بلدان العالم، ضمنهم الكاتب والباحث المغربي الدكتور المهدي مستقيم، شهدت مدينة الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة، يوم الاثنين 15 مايو حفل افتتاح مقر «بيت الفلسفة»، كمؤسسة ثقافية لبلورة الأفكار النوعية التنويرية وترسيخ قيم العلم والمعرفة ونشرها بين أفراد المجتمع.
وجاء هذا الحدث بعد مرور ستة أشهر على تنظيم الدورة الثانية لمؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة، التي شهدت مشاركة خبراء وفلاسفة وأكاديميين من شتى الأقطار.
وأكّد الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، خلال افتتاح مقر بيت الفلسفة، على دور العلوم الإنسانية في إثراء العقل البشري وتنويره، وأهميتها في إدراك الحاضر وفهم المستقبل، وتحليل الظواهر الاجتماعية وإبراز القيم الأصيلة التي ترتقي بوعي الإنسان وجوهر وجوده على الأرض.
وأشار إلى دور المؤسسات الثقافية في رفد العلوم الإنسانية وتعزيز مكانتها وأهميتها في تشكيل وعي المجتمعات وتطويرها، مبرزًا حرص إمارة الفجيرة، بتوجيهات الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، على تطوير قطاع العمل الثقافي، وتعزيز القدرات الفكرية والإبداعية لأفراد المجتمع عبر الاطلاع والبحث والممارسة، بهدف مواصلة ازدهار الدولة في المعرفة الإنسانية، وتحقيق رؤيتها في مجال الانفتاح الفكري والحضاري بين شعوب العالم.
من جهته، قال الدكتور أحمد برقاوي، عميد «بيت الفلسفة»، إنّ هذه المؤسسة تُعَدّ مركزًا للتنوير من الفجيرة إلى عواصم الفلسفة في العالم. وأضاف أنّ حضارة أيّ أمّة لا يُمكن أن تقوم لها قائمة من دون الفلسفة، منوّهًا بالدور التنويريّ والرؤية الحكيمة لدولة الإمارات، ومُعلنًا في نهاية كلمته عن إطلاق معجم الفجيرة الفلسفيّ بوصفه أوّل معجمٍ ذي خصوصيّة عربيّة، وعن عقد طاولة مستديرة يُناقش فيها الفلاسفة المدعوّون عددًا من المواضيع الفلسفية.
وبدوره، أكّد أحمد السّماحي، مدير «بيت الفلسفة»، على أنّ «بيت الفلسفة» مؤسّسة ثقافيّة تعكس توجيهات الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، بضرورة الاهتمام بالمشاريع الثقافية الرائدة، والأفكار النوعيّة التي تعزز مكانة الدولة في قطاع الثقافة، كما يجسّد دعم واهتمام سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي بترسيخ قيم العلم والمعرفة ونشرها بين أفراد المجتمع.
وأضاف السّماحي أن «بيت الفلسفة» يخاطب جميع الفئات العمريّة، بدءًا من الأطفال، إذ يضمّ فريقَ عمل متخصّصًا ومُعتمدًا في التعليم الفلسفيّ للأطفال، مرورًا بالناشئة وتخصيص موسوعة فلسفيّة لهم، ووصولًا إلى سلسلة كتب الشّباب الفلسفيّة التي تُعنى بطرح القضايا الفلسفيّة التي تهمّ الشّباب وتُقرّب مفاهيم الفلسفة منهم، وليس انتهاءً بكتب الأسئلة الفلسفيّة التخصّصيّة، ومعجم الفجيرة الفلسفيّ.
وتضمّن حفل افتتاح المقر عرضًا لفيلم عن «بيت الفلسفة» والأقسام التي يتضمنها، كما عزف الموسيقار المصري مصطفى سعيد مقطوعات مُغنّاة لقصائد أشهر شعراء الأدب العربي.
ويضمّ «بيت الفلسفة» قاعة الكِنديّ المجهزة بأحدث التقنيات وأكثرها تطوّرًا، ومكتبة البرقاوي الفلسفيّة التي سوف تضمّ خمسين ألف كتاب فلسفيّ، ومركز الأطفال الذي يحتوي على مسرحٍ مجهّز، ومتحف بيت الفلسفة الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة والذي سيتم تأسيسه بالتعاون مع قسم الفلسفة في جامعة ميلان، وغرفة «حلقة الفجيرة الفلسفيّة» التي تضمّ عشرين فيلسوفًا من العالم العربيّ.
وجرى افتتاح مقر «بيت الفلسفة» في الفجيرة بحضور الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، وممثلي المؤسسات الثقافية والأكاديمية من داخل الدولة وخارجها، ونُخبة من الفلاسفة العرب والأجانب الذين يشغلون مناصب كراسي اليونسكو في الفلسفة، وجمعٌ من الشّخصيّات الثّقافيّة المرموقة وذوي الشّأن الاجتماعيّ والسيّاسيّ.