ثقافة وفنون/نون النسوة
مراكش ـ من المصطفى الصوفي ـ 23 ـ 9 ـ (اج) ـ ـ ـ يستضيف فضاء دار الشريفة بمراكش، والكائن بدرب شرفة الكبير ـ المواسين، يوم السبت 2 أكتوبر المقبل، افتتاح معرض تشكيلي فردي جميل للفنانة التشكيلية والاديبة لبابة لعلج، والذي يستمر حتى ال 30 من نفس الشهر.
وسيتميز افتتاح هذا المعرض الفني الساحر، بتوقيع مؤلفها الجديد “أفكار شاردة”، على الساعة الخامسة مساء، حيث سيقدمه كل من الباحث والناقد الفني الدكتور حسن لغدش وهو باحث وناقد فني، فضلا عن الكاتب والناقد حسن نرايس.
وفي شهادة في حقها يقول شقيقها مصطفى “لبابة المرأة التي تكتنفها الأسرار، حيث قيم الطيبوبة والسخاء والفؤاد لا حد لها سوى إبداعها المتفجر”، فيما تصف لبابة مشاعرها ورؤياها الفنية بالقول “متأملة شساعة الكون، تراودني فكرة الشرود من فكر إلى آخر دون، شراك أو عقال. بلا خيط أحمر…مع “أفكار شاردة” يتواصل السفر بوتيرة الترحال”.
وسيكشف الجمهور، من خلال معرض شاعرتنا ومبدعتنا، عوالم فنية لا تخطر على بال، فيها تعرف الفنانة الملهمة، كيف تصنع من حدود اللون رقصا شاعريا ليس له ضفاف في بحر اللامنتهى، وكيف تريح العين بمتعة بصرية خلاقة، لها فيض احلام تتماهى مع بياض الموج، وبريق سراب يوحي بتجدد الحياة والمعنى اكثر من قول الحقيقة.
عن تجربتها الفنية يوضح الدكتور حسن لغدش ان التجربة الحقيقية التي تتيح لنا الكتابة هي القراءة في عمل الفنانة الشاعرة لبابة لعلج الموسوم بـ “أفكار شاردة”، حيث يستوجب تحديد الخطوط العامة لفكر جوال ومثير للشجون إمكانية كل قبض بتلوينه العام، فيتعارض هذا المنجز مع هم العرض التمثيلي، ومع منطق المشابهة، فهو يستبدل منطق الحلم بالتسلسل المحدث للوقائع.
وأضاف لغدش تراوح الفنانة الكاتبة بين الداخل والخارج، الهنا والهناك، ملازم للروح المغامرة، ويتعلق الأمر، بتبني حركة الحياة، بالتقدم إلى حدود وجودها أيضا، لأن الكتابة هي الوسيلة الوحيدة التي تتيح للفكر الإقامة حتى في حميمية الكائن، مبرزا ان لبابة حررت شكليا الشعر من إكراهاته الشكلية ومن قوالبه المسكوكة، حيث معظم قصائدها مركبة بإحساس روائي يعادل غنائية شعرية. قصائد تجعل من البعد الواقعي للفكر أثر إيحاء.
وأشار الى ان ميزة تجربة لبابة هي البحث عن الوحدة والانسجام، بعيدا عن كل صورة شريرة يرمز إليها بالمخلوقات الأفعوانية. إنها بالأحرى قوى كامنة تفضي إلى خلق الحياة المتوازنة، مبرزا ان حياة لبابة وحدة مطلقة بحروفها الأصيلة، تجعل العالم مجرد نزيف تراتبي للأنوار اللامادية، فيها فيض من الرؤى الصوفية مقطرة بالعين لتمكين الروح من التحقق بفضل الرغبة وارتقاء كل الكائنات نحو الخير.
فيما الكاتب حسن نرايس يؤكد ان القاسم المشترك بين النص الشعري واللوحة المرسومة في تجربة لبابة هو أنهما أداتان تعبيريتان موزعتان بين مهمة الكتابة والرسم، وجوهر الإبداع، فرسائلها الفنية متمكنة من صياغة الألوان، ولوحاتها نصوص موحية تترجم حضور الشاعرة في معترك الحياة من داخل لوحة مزينة بالألوان.
وأضاف ان الشعر في لوحاتها يتحدى الزمن، يتمرد على الحدود التي تقام بين الأحلام، انه تأمل نظري في المساواة بين الإنسان الذي توحده الإنسانية. فلا فرق بين الشاعرة والفنانة لبابة، فالأولى تندمج في عالم الثانية، والثانية تنسجم داخل عالم الأولى، هي التي تتخطى وتتجاوز قوة التقليد، هي التي ترسم، وترسم بدون عناء الفرح قبل أن يذوب ويغيب
يذكر ان لبابة لعلج فنانة تشكيلية وأديبة، من مواليد فاس توج مسارها الإبداعي عام 2019 بالدكتوراه الفخرية من طرف منتدى الفنون التشكيلية الدولي، صدرت حول تجربتها الإبداعية عدة منشورات من بينها “بزوغ غرائبي”، “عوالمي”، “المادة بأصوات متعددة “، “تجريد وإيحاء”، “سيدات العالم: بين الظل والنور”. من مؤلفاتها الأدبية: “شذرات”، “أفكار شاردة”، “تصوف وتشكيل”،” ملحون وتشكيل”، “أيقونات التشكيل بصيغة المؤنث” (كتابات ولوحات).ولها عدة مؤلفات تحت الطبع منها(كتابات و لوحات): “همس الصمت”، “موسيقى وتشكيل” (الجزء الأول)،” موسيقى وتشكيل” (الجزء الثاني) ، “العيش مع الذات”، “العيش المشترك”، “صوت باطني ” ،” الفن والحب”، “رقص وتشكيل”، ” طريق النور”.(النهاية) م ص