شهد اليوم الرابع والأخير، من فعاليات النسخة 15 للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، التي كانت بدأت مند الأربعاء الماضي، وتختتم عشية اليوم السبت 22 دجنبر 2024، تنظيم ندوة رئيسية حول موضوع “صورة الصحراء في السينما الوثائقية”.
شارك في هذه الندوة، التي أقيمت برحاب الخزانة الوسائطية ( م ش ف)، بحضور العديد من الطلبة والباحثين والمهمتين ، وبتسيير من الدكتور احمد توبا، كل من الدكتورتين عتيقة زيوي، وأمينة عبلة، فضلا عن الأستاذين احمد زركان، واحمد الفويرس.
وسلطت الدكتورة عتيقة زيوي في مداخلتها القيمة، الضوء على العديد من مميزات المناطق في اقاليمنها الصحراوية المغربية، والتي تجعل من الصحراء فضاء للإبداع والحلم، يبرز روح الهوية الثقافية الوطنية.
كما ركزت الدكتورة زيوي على المرأة الصحراوية المغربية، وقيمتها الكبيرة في المجتمع ومساهمتها الفعالة في المجال الثقافي والفني والسينمائي، وما يميزها على مستوى اللباس التقليدي والعادات والتقاليد، فضلا عن حديثها عن قيمة التراث الصحراوي المغربي المادي واللامادي، والتنوع الثقافي، كإحدى الدعامات الأساسية في تحقيق التنمية المستدامة.
من جانبها قدمت الدكتورة عبلة أمينة في مداخلتها المهمة، قراءة في فيلم وثائقي يوثق رحلة إلى قلب صحراء الربع الخالي للبريطاني برترام توماس سنة 1930م، مبرزة في حكي سردي ممتع قصة رحالة قطعوا 1300 كيلومتر سيرًا على الأقدام، على ظهور الجمال، وما رافق الرحلة من عوالم ومفاجآت واسرار، همت الفضاء الصحراوي والعادات والطقوس، وغيرها.
ولامست الدكتورة في تدخلها الوازن، مدة الرحلة التي انطلقت من شهر دجنبر وانتهت في شهر مارس، حيث تم تصوير الرحلة عبر الكاميرا، وتوجت بكتاب، العديد من المحطات، مؤكدة أن الفيلم الرحلة غزير في المعجم العربي والصور والحكايات الجميلة.
اما الأستاذ أحمد زركان الرئيس المنتدب لفيدرالية مهنيي السينما والسمعي البصري بالصحراء، فقد سلط الضوء بالمناسبة على الفيدرالية وأهدافها، مبرزا ان الفيلم الوثائقي في الأقاليم الصحراوية المغربية مرتبط بدعم وزارة الشباب والثقافة والتواصل، متطرقا إلى الزيارة التاريخية والميمونة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله سنة 2015، إلى الأقاليم الجنوبية المغربية، ودورها الكبير والرائد في تنمية مختلف القطاعات بما فيها القطاع السينمائي ومن خلاله الوثائقي.
كما كشف الأستاذ زركان في تدخله الراقي، عن قرب إطلاق مهرجان سينمائي في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، فضلا عن انتاج حتى الآن، ما يزيد عن 160 شريط وثائقي، ما يبرز أهمية الفيلم الوثائقي في التوثيق وصناعة الفرجة السينمائية والمساهمة في تعزيز الممارسة السينمائية عموما والوثائقية خصوصا.
أما الدكتور الفويرس، فقد تطرق في مداخلته الرزينة إلى العديد من القضايا الأخرى، همت اطلاق قناة العيون كأول قناة جهوية، والزيارة الملكية التاريخية سنة 2015، بمناسبة الذكرى 40 للمسيرة الخضراء المظفرة، وما رافقها تلك الزيارة الميمونة، من اطلاق فيض من المشاريع التنموية في أقاليمنا الصحراوية المغربية.
كما عرج على جملة من المواضيع، همت خصوصيات فضاء الصحراء، ومميزات المجتمع الصحراوي المغربي، في كثير من جوانب الحياة، إضافة الى أهمية الفيلم الوثائقي ودره الكبير والوازن في توثيق التراث الحساني الصحراوي المغربي، حيث دعا بالمناسبة، إلى تعزيز برنامج توثيق التراث الصحراوي، والانفتاح على الآخر وبخاصة أوربا، ومضاعفة الدعم.
يذكر ان هذه الدورة، تنظم بدعم من المركز السينمائي المغربي والمجمع الشريف للفوسفاط بخريبكة، وبتعاون مع عمالة إقليم خريبكة والجماعة الحضرية ومديرية الثقافة الإقليمية، والمكتبة الوسائطية التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط بخريبكة.