ثقافة وفنون/سينما/مهرجانات
زاكورة من المصطفى الصوفي ـ 27 ـ 11 ـ (اج) ـ ـ ـ تكريما للسينما التونسية، كضيف شرف الدورة التاسعة للمهرجان الدولي العربي الافريقي للفيلم الوثائقي بزاكورة، التي انطلقت امس وحتى الاثنين المقبل، تم صباح اليوم تنظيم ندوة سينمائية فكرية، وذلك برحاب فضاء فندق (لو تانزورين) الجميل.
وشارك في هذه الندوة، التي تابعها عدد من الفنانين والسينمائيين وممثلي وسائل الإعلام، كل من الباحث والاكاديمي نديم العبد الله، فضلا عن الناقد الفني عدنان حسن احمد، الى جانب الممثلة والشاعرة التونسية منى ماجري.
وتناول الاكاديمي نديم العبد الله بالمناسبة، العديد من التجارب التونسية في السينما الناطقة باللغة الانجليزية، وعددا من المحطات التي ميزت السينما التونسية خاصة في الأرشيف والتاريخ الادبي والعلمي البريطاني والغربي عموما، إضافة الى اشراقات مضيئة للحركة السينمائية التونسية، التي تميز الممارسة سواء على المستوى العربي او منطقة المغرب العربي.
وربط الدكتور نديم حديثه عن السينما التونسية في الارشيف العلمي والفكري والادبي بالغرب، بمجال الكتب والنشر، ككنز معرفي يحدد حضارات وتاريخ الشعوب في الغرب، مقارنة مع نظيره في العالم العربي، مؤكدا ان الحل هو القراءة لانتاج المعرفة، والسينما واحدة من كينونات المعرفة الجمالية، وشكلا من اشكال الابداع الخلاق الذي يحدد تاريخ ووضعه الشعوب في علاقتها بكثير من القضايا والمواضيع.
من جهته قارب الناقد الفني عدنان حسن الموضوع، من خلال زوايا عدة ميزت الحركة السينمائية التونسية، زوايا تناولت قضايا الاستعمار، واوضاع المراة والمجتمع الهش وغيرها، من خلال عدة مخرجين كليلى أبو زيد، واعمال سينمائية اخرى ما تزال في الذاكرة.
وفي تدخلها حول المراة السينما التونسية، عددت منى ماجري نخبة من الأسماء السينمائية التونسية، مخرجات وممثلات كهند صبري وسلمى بكار، وذرة بشوشة، وغيرهن، مفككة جانبا من قصص أفلام، كفيلم “صمت القصور”، و”موسم الرجال” وعددا من المواضيع التي تطرقت اليها السينما التونسية دفاعا عن حقوق المراة، وكشفا عن معاناتها ومواجعها في مجتمع ذكوري.
كما تناولت بالتحليل والعرض أيضا احد الأفلام الممنوعة من العرض، والذي يتطرق هو الاخر الى وضع المراة، وقضية الاتجار في البشر، لكن المراة الحرة لا تفكر في بيع نفسها، معتبرة ان رهان تلك المواضيع ليس هو الخلاص النسوي بل الخلاص الجماعي، مع هموم وانكسارات تؤرق بال المجتمع برمته.
وعقب انتهاء المداخلات فتح باب النقاش، من خلال طرح فيض من الأسئلة الرفيعة والعميقة، سواء كتأملات في السينما التونسية ومميزاتها، او في السينما المغربية، والمغاربية والعربية عامة.
وتم بالمناسبة التأكيد على ان السينما في الأساس تبقى رسالة ابداع، الى من يهمهم الامر، لطرح الإشكاليات والبحث عن حلول، ولتبقى الافلام السينمائية روائية او وثائقية، قصيرة او طويلة، عنوانا خالصا لنخبة من المبدعين الحالمين، والقادرين على جعل الابداع صورة حية لقضايا عدة تعكس أحلام الشعوب واماني المجتمعات.(النهاية) م ص