اقلام واراء
لا سياحة بدون وكالات الأسفار
في بيان تميز بالاتزان خرجت الجامعة الوطنية لوكالات الأسفار المغربية، لتعبر عن تأزم الوضع، وتشرح الظرفية الراهنة لأزمة كوفيد مع الإشادة بما قدمته الدولة حتى الآن من تدابير و مساعدات لهذا القطاع السياحي الهام، إلا أنها انقطعت.
كما هو معلوم فقطاع وكالات الأسفار جزء مهم من النسيج السياحي المغربي، يتألف قطاع وكالات السفر ومنظمي الرحلات السياحية من منظمي الرحلات السياحية الذين ينظمون الإقامات السياحية في شكل “حزم” أو رُزم package من خلال الجمع بين خدمات العديد من الموردين شركات الطيران وأصحاب الفنادق والمطاعم ومقدمي الترفيه وما إلى ذلك)، فهناك الوكالات التي التي تسوق منتوج وكالات الجملة tours opérateurs سواء داخل المغرب أو خارجه، وهاته الوكالات تسمى بالموزعة، إلا أنه هناك بعض وكالات السفر تصمم عروضها بنفسها، بينما يستفيد بعض منظمي الرحلات السياحية من تطوير السياحة الإلكترونية ويبيعون منتجاتهم مباشرة إلى المستهلك النهائي.
القطاع بالغ الأهمية بالنسبة للنسيج السياحي المغربي، بحيث يعتبر المنشط و المبدع في المنتوج السياحي concepteur de produit وكذلك سفيرا للثقافة والثراث المغربي من خلال المعارض السياحية الدولية. كما هو معلوم فالسياحة لاتقتصر على بيع غرف للنوم أو توفير وسائل الترفيه داخل جدران الفنادق. هذا القطاع يساهم في تنشيط وتنمية مناطق نائية أو معزولة من خلال تنظيم الجولات السياحية والرحلات إلى جانب أنشطة تساهم في انعاش شرائح واسعة قد لاتخطر على بال غيرالمطلع على كنه الأمور. هناك في الواقع اختصاصات متعددة داخل هذه الحرفة النبيلة، والتي تعرضت لإتلاف شبه ممنهج خصوصا خلال العشرية الأخيرة. فهناك سياحة المؤتمرات والسياحة الجبلية والسياحة الثقافية… إلخ.
هذا البيان الذي أصدرته الجامعة الوطنية لوكالات السفر هو في الواقع نداء استغاثة استجمع فيه القطاع ما تبقى لديه من قوة ليحر من تداعيات عدم الاكثرات والاهتمام بوكالات السفر، و ما يترتب عنه من عواقب قد تكون وخيمة على عدد من العاملين والأسر، أما بالنسبة للمقاولات فحدث ولاحرج. فالهشاشة أصبحت تنخر جسدها الهزيل أصلا.
أزمة كوفيد اجتاحت الجميع ولكن الأمر يختلف بالنسبة لوكالات الأسفار، بحيث لم تستفد من حملات المكتب الوطني للسياحة، والذي تجاهلها كما تفضل التعامل مع الزبون مباشرة أو “بوكين” booking مع العلم أن هذه الأخيرة تخرج أرباحها في نهاية المطاف إلى خارج المغرب وبالعملة الصعبة. أي أن عددا لا يستهان به من المغاربة يؤدون جزءا مهما من إقامتهم بالفنادق المغربية بالعملة الصعبة. وكالات السفر تبقى في نهاية المطاف مقاولات مواطنة وتستحق كل العناية. تارخيا لعبت وكالات الأسفار دورا طلائعيا في استقطاب الأجانب من السياح إلى المغرب. فمخطئ من يعتقد أن وكالات السفر تلعب دور الوسيط، بل تنتج وتبدع في المنتوج السياحي.
العارفون بامور السياحة اكدوا اكثر من مرة انه “لا سياحة بدون وكالات الأسفار”. لا عيب أن نقتدي بنمودج ناجح في السياحة كما لايخفى على الجميع، إلا إذا ابتكرنا حلولا أنجع منه. ختاما الفدرالية الوطنية لوكالات الأسفار منضوية تحت لواء الكونفدرالية الوطنية للسياحة، وتطالب بنفس ما طالبت به هذه الأخيرة، من تدابير ومساعدات اجتماعية CNSS وبنكية وضريبية. فقد كان بيان الفدرالية شاملا ودبلوماسيا للغاية.
او عاشير