شكّلت تجليات الكوميديا في السينما المغربية محور نقاش غني، ضمن ندوة ملتقى سينما المجتمع في دورته التاسعة، التي اختُتمت مؤخرًا، احتفالا بذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال المجيد.

وشارك في هذه الندوة كلٌّ من المخرج والإعلامي جبير مجاهد، والمخرج والفنان مراد بتيل، والأستاذ سليم لواحي، حيث تناولوا العلاقة بين السينما المغربية والفكاهة من زوايا فنية وثقافية ونقدية متعددة.

وطرح جبير مجاهد تساؤلات جوهرية حول مدى نجاح السينما المغربية في توظيف الكوميديا، ودوافع المخرجين لاختيار هذا اللون السينمائي، إضافة إلى مدى استفادة القاعات السينمائية اقتصاديًا وجماهيريًا، وكيفية تعامل النقاد والجمهور مع الأعمال الكوميدية.
من جانبه، استعرض مراد بتيل تاريخ الكوميديا عالميًا وعربيًا، مشيرًا إلى التجارب الناجحة التي استطاعت نقل الكوميديا من خشبة المسرح وفضاءات الشارع إلى الشاشة السينمائية، مقدّمة للجمهور تجربة تفاعلية ممتعة.

كما توقف عند بعض التجارب المغربية التي نجحت نسبيًا في استقطاب الجمهور، من بينها أعمال الفنانين عبد الله فركوس وسعيد ناصري وغيرهما، مؤكدًا أن السينما المغربية في حاجة إلى أعمال كوميدية ذات فرجة عالية، تعكس إيقاعًا عالميًا وتنافس الإنتاجات الدولية، خاصة المصرية منها.

بدوره، أشار سليم لواحي إلى أن الكوميديا المغربية ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل تُعد مرآة تعكس الواقع الاجتماعي وتناقضاته، مبرزًا أنه منذ تسعينيات القرن الماضي، انتقلت من المسرح الفردي والسكيتشات إلى السيتكومات التلفزيونية، مقدّمة محتوى يجمع بين الفكاهة والنقد الاجتماعي، ومعالجة لموضوعات الأسرة، والبيروقراطية، والفقر، والهجرة، والعلاقات الزوجية بأسلوب ساخر. غير أن هذا المسار، يضيف لواحي، يقع أحيانًا في فخ السطحية والتكرار، خصوصًا مع تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والتركيز على “الترند”.

وجاء النقاش ليؤكد في مجمله أن السينما المغربية في حاجة إلى تجديد مضامين الكوميديا، بما يجعلها أكثر تنوعًا وجاذبية، وقادرة على تربية الجمهور على التفكير والوعي الاجتماعي عبر الضحك.












