ندوة فكرية في ثاني أيام المهرجان الدولي لفنون السيرك بخريبكة
احتضن فضاء خريبكة سكيلز صباح اليوم السبت 6 دجنبر 2025، ندوة فكرية ضمن فعاليات اليوم الثاني من المهرجان الدولي السابع لفنون السيرك، الذي انطلقت أولى فقراته أمس بالمركب الثقافي في أجواء احتفالية راقية جمعت بين الإبهار الفني والحضور الدولي المتنوع.

الندوة التي نظمت تحت عنوان “السيرك كمجال للمقاولة الثقافية وفرص الشغل للشباب”، شارك فيها الصحفي المصطفى الصوفي، والباحث والأستاذ الجامعي الدكتور الحبيب الناصري، إلى جانب النقيب أيوب الترابي، الأمين العام للنقابة المهنية لحماية ودعم الفنانين.
في مداخلته، شدد الصوفي على القيمة الفنية لهذه الندوة، مؤكداً أن المقاولة الفنية تُعد حاضناً أساسياً للمواهب، ومنصة لإبراز الإبداع عبر مهرجانات وطنية ودولية متعددة.

كما أبرز الصوفي الذي سير الندوة، أهمية تنظيم القطاع الفني، وخاصة فنون السيرك عبر مقاولات فنية قادرة على إنتاج أعمال ذات قيمة جمالية ومهنية، بدل الاعتماد على العشوائية، معتبرا أن المقاولة الفنية رافعة أساسية لتأطير الفنانين وتثمين حرفية الممارسة وخلق فرص قانونية للشباب.
من جانبه، تناول الدكتور الحبيب الناصري الموضوع من خلال جملة من الأسئلة الإشكالية، مستشهداً بمقولة الكاتب محمد برادة حول استحالة اعتماد الكتاب وحده على عائدات الكتابة لضمان الحياة، متسائلا حول ما إذا كان الفن رفاهية أو ضرورة، وكيف يمكن تحويله إلى مهنة تحفظ كرامة مبدعيه.
كما توقّف عند فن “عبيدات الرما” الذي تشتهر به منطقة خريبكة، مسلطاً الضوء على الظروف الصعبة التي عانى منها روّاد هذا اللون الفني في غياب القوانين والحقوق التي يتمتع بها فنانو اليوم، مؤكدا أن الميولات الفنية للأفراد هي التي تحدد مسارهم، مهما حاولت الأسر توجيه أبنائها نحو مهن أخرى أكثر استقرارا.

ودعا الناصري إلى إدماج المجال الفني في المنظومة التربوية، والاهتمام بالتكوين والتأطير داخل الورشات الفنية، باعتبارها فضاءات تصقل المواهب وتصنع فناناً حقيقيا، مشددا على دور الإعلام في تثمين فنون السيرك ودعم الفنانين الشباب لبلوغ طموحاتهم والإسهام في الحفاظ على هذا الفن بما يحمله من قيم تراثية وفرجوية.

أما النقيب أيوب الترابي، فركز في مداخلته على الجوانب القانونية والمهنية، مؤكداً ضعف إلمام عدد كبير من المشتغلين في فنون السيرك بالنصوص القانونية المنظمة للمهنة، متناولا مختلف محاور الندوة المرتبطة باعتبار السيرك صناعة ثقافية، وبالمقاولة الفنية كرافعة للتنمية، وكمجال قادر على خلق فرص شغل ناجعة للشباب، إضافة إلى أهمية تنظيم القطاع لتأمين مستقبل فنون السيرك في المغرب.
واختُتمت الندوة بنقاش مفتوح مع الحضور، قدّم خلاله بعض الفنانين شهاداتهم وتجاربهم، مؤكدين أهمية هذا النقاش في تسليط الضوء على واقع فنون السيرك من جوانبه الفنية والقانونية والمهنية، والدفع نحو ممارسة منظمة تحفظ الحقوق وتضمن الجودة.













