اقلام واراء
جهة بني ملال خنيفرة تصادق على إحداث المعهد
صادق مجلس جهة بني ملال–خنيفرة، خلال دورته العادية لشهر أكتوبر المنعقدة يوم الاثنين ببني ملال، على سلسلة من اتفاقيات الشراكة والتعاون، تروم دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية بمختلف أقاليم الجهة.
ومن بين المشاريع الهامة التي حظيت بالمصادقة، مشروع إحداث المعهد الجهوي للسمعي البصري والمهن السينمائية، الذي كان موضوع عريضة مواطنة رفعتها جمعية مغرب المستقبل إلى المجلس الجهوي.
وبهذه المناسبة، قدّم رئيس الجمعية، عبد الهادي حنين، مداخلة أمام أعضاء المجلس، استعرض فيها تدخلات الجمعية الشبابية والتنموية منذ انطلاقها، فضلا عن استحضار المشروع منذ انطلاق فكرته، واللقاءات التشاورية التي واكبت بلورته، مؤكدًا أن هذا المعهد سيشكل لبنة أساسية لتأهيل الكفاءات الشابة، ورافعة للتنمية الثقافية والاقتصادية في الجهة.
وجاء هذا الاستحقاق الفني والإبداعي ثمرة لقاءات مطوّلة ومشاورات مثمرة بين أعضاء الجمعية، وعدد من المسؤولينـ، والفاعلين في الحقل السينمائي والإعلامي والثقافي والفني، توحّدت فيها الرؤى حول ضرورة كسب رهان الإبداع وترسيخ الحضور السينمائي بمدينة خريبكة وجهة بني ملال خنيفرة بشكل عام.
ويُعدّ هذا المشروع خطوة نوعية نحو تعزيز إشعاع المدينة ثقافيًا وفنيًا، ودعوة صريحة لكل الفاعلين والشركاء للالتفاف حوله، من أجل بناء جيل جديد مؤمن بقيمة الصورة وقدرتها على التغيير، ومواكبة طموحات شبابٍ يحلم بإبداع يليق بعاصمة الفوسفاط، وبآفاق رحبة في مجال السمعي البصري والمهن السينمائية.
وكانت الجمعية قد نظمت بتاريخ 26 شتنبر 2025 بمدينة خريبكة مائدة مستديرة تحت شعار: “المعهد الجهوي للسمعي البصري والمهن السينمائية، تحديات، آفاق وفرص”، بمشاركة نخبة من الفاعلين السينمائيين والإعلاميين والجمعويين.
وجاء هذا اللقاء، الذي توج باطلاق نداء، في إطار اللقاءات التشاورية التي أطلقتها الجمعية مغرب المستقبل، انسجامًا مع رؤيتها الداعمة للسياسات الثقافية والتنموية بالجهة.
وأكد المشاركون في المائدة المستديرة أن السينما لم تعد مجرد وسيلة للترفيه، بل أصبحت قوة ناعمة للتنوير والتواصل، وأداة فعالة للتربية على القيم الكونية والارتقاء بالإنسان والمجتمع.
وأشاروا إلى أن مدينة خريبكة، بتاريخها العريق وعمقها الإفريقي ومكانتها الثقافية، مؤهلة لأن تجعل من الفن السابع جزءًا من هويتها الثقافية ورافعة لإشعاعها الفني والمعرفي.
وفي ختام اللقاء، أعلنت لجنة الترافع المكلفة بالتشاور والتواصل حول المشروع، والمشاركون في المائدة المستديرة، عن مجموعة من التوصيات والمطالب، من أبرزها، تثمين الدور الهام الذي تلعبه التظاهرات والمهرجانات السينمائية بالجهة، وفي مقدمتها مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة كمنصة للحوار والتبادل الثقافي والفني، والدعوة إلى دعم المبادرات السينمائية المحلية والوطنية، وتشجيع الإنتاج والإبداع في مجالات الفن السابع، فضلا عن إدماج التربية على الصورة والثقافة السينمائية ضمن السياسات التعليمية والعمومية، وإحداث فضاءات ملائمة للعرض والتكوين والإنتاج السينمائي
وجاء في النداء الذي اطلقته الجمعية، الدعوة الى تحفيز الشباب على خوض تجارب في مجالات الإخراج، التمثيل، والتقنيات السمعية البصرية، جعل خريبكة قبلة للإبداع السينمائي الإفريقي والعالمي، الاعتماد على الطاقات المحلية والإقليمية المؤهلة لبناء نهضة سينمائية تسوّق لصورة الجهة والإقليم وطنياً وقارياً، مناشدة الفاعلين والمؤسسات لإطلاق مشروع المعهد الجهوي للسمعي البصري والمهن السينمائية بخريبكة كرافعة استراتيجية لتأهيل الكفاءات وخلق فرص للإبداع.
وثمّن المشاركون العناية المولوية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للفنانين والمبدعين، مؤكدين أن السينما ليست ترفًا ولا مجرد وسيلة للترفيه، بل رؤية للحياة، ومسار للتنمية المستدامة، ووسيلة للنهوض بالإنسان والمجتمع.
كما جددوا الدعوة إلى السلطات المحلية، والمؤسسات المنتخبة، والقطاعات الوزارية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، من أجل الالتفاف حول هذا المشروع الثقافي الكبير، وفي مقدمته المعهد الجهوي للسمعي البصري والمهن السينمائية بخريبكة، حتى تظل المدينة مضيئة بالثقافة، منفتحة على المستقبل، ومشعة بروح الإبداع والفن.
المصطفى الصوفي












