أسدل الستار، مساء الثلاثاء 30 شتنبر 2025، على فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الدولي لسينما الجبل بأوزود، إقليم أزيلال، وهو الموعد السينمائي الذي يحتفي بالفن السابع كعامل للتنمية المحلية ورافعة اقتصادية.

عرفت هذه الدورة مشاركة ثمانية أفلام من قارات إفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا، تطرقت جميعها إلى موضوع الجبل برؤى فنية وثقافية مختلفة. وقد منحت لجنة التحكيم، برئاسة الأديب ووزير الثقافة السابق محمد الأشعري وعضوية مخرجين ونقاد من بوركينا فاسو وهنغاريا ومصر والمغرب، الجائزة الكبرى للفيلم النيبالي «شمبهالا» لمخرجه مين بهادور بام، فيما آلت جائزة لجنة التحكيم إلى الفيلم الألماني «المسار» لتوبياس فيمان، وتوج المخرج فايت هلمر بجائزة الإخراج عن فيلمه «غوندولا».
أما جوائز التمثيل فقد عادت للممثلة اليابانية آنا يامادا عن دورها في فيلم «امرأة الجبل» للمخرج تاكيشي فوكوناغا، وللممثل إلدوس أحمدزيانوف عن أدائه في فيلم «جبل العشاق» للمخرج سلافات يوزييف من جمهورية تتارستان، فيما حصل الفيلم المغربي «ثلاثة أقمار وراء التلة» لعبد اللطيف افضيل على تنويه خاص لاحتفائه بالشعر الأمازيغي.
وبموازاة المسابقة الرسمية، احتضنت الساحة الكبرى لأوزود عروضاً مفتوحة في الهواء الطلق لأفلام مغربية لقيت تجاوباً جماهيرياً لافتاً، منها «دوار العفاريت» لبوشعيب المسعودي، و«خمسة وخمسين» لعبد الحي العراقي، و«الممثلة» لحسن غنجة، بحضور عدد من المخرجين والممثلين. كما تميزت هذه الدورة بلحظات إنسانية مؤثرة، أبرزها تكريم روح الإعلامي الراحل علي حسن، والاحتفاء بالمسار الفني الغني للممثلة والمخرجة لطيفة أحرار.

وانفتحت فعاليات المهرجان على بعد تكويني من خلال ورشات تطبيقية في إنجاز الفيلم الوثائقي الأنثروبولوجي، أطرها أساتذة مغاربة وفرنسيون، واستفاد منها شباب المنطقة، على أن تستمر هذه التجربة طوال السنة. كما أعلنت رئيسة المهرجان، بهيجة سيمو، عن إطلاق تكوين جديد في مهن الرقمنة خلال أكتوبر المقبل في إطار برنامج Jobs in Tech، بما يتيح لشباب أوزود تعزيز قدراتهم الرقمية والانخراط في سوق الشغل.
أما الندوات الفكرية المصاحبة، فقد تناولت قضايا متنوعة من قبيل «السينما كنص» و«تمثلات الجميل والجليل في سينما الأعالي» و«سبل تعزيز الإنتاج السينمائي الوطني»، وانتهت إلى توصيات تدعو إلى طبع أعمال هذه الندوات وتعميمها، إلى جانب برمجة عروض سينمائية باللغة الأمازيغية استجابة لانتظارات الساكنة المحلية، واقتراح تأسيس لجنة تفكير لتطوير المهرجان وضمان استدامته.
ويأتي هذا الحدث الثقافي الدولي من تنظيم مؤسسة صوت الجبل للتراث والتنمية المستدامة، بشراكة مع جهة بني ملال خنيفرة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل والمركز السينمائي المغربي وولاية بني ملال-خنيفرة وعمالة إقليم أزيلال وجماعة آيت تكلا، وبدعم من الخطوط الملكية المغربية.












