بهرت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المراقبين بإعلانها ضمان الحق في الوصول للمعلومة، واعتمادها لمبدأ الشفافية الكاملة في عمليات الانتقال والترقية داخلياً. هذا القرار الجريء لا يعد مجرد تغيير إداري روتيني، بل هو تحول جوهري في فلسفة عمل الوزارة، مما يضعها في صدارة القطاعات الحكومية الرائدة في تعزيز النزاهة والحوكمة.
من خلال تمكين كل موظف، وأي مواطن يهمه الأمر، من تتبع معايير ومراحل عملية الانتقاء بشكل علني. لم يعد التعيين أو النقل خاضعاً للتكهنات أو المقاربات الشخصية، بل أصبح عملية مؤسساتية قائمة على معايير واضحة ومعلنة، مما يقضي على أي شبهة محتملة للمحسوبية أوالتحيز.
قامت الوزارة بتطوير منصة إلكترونية شاملة تنشر فيها جميع إعلانات التوظيف الداخلي، مع شرح مفصل للمؤهلات المطلوبة ومراحل التقييم. كما توفر قنوات اتصال مفتوحة للاستفسار وتلقي الشكاوى، مما يضمن أن كل خطوة تخضع للمساءلة والمراجعة المستمرة.
لقد ولد هذا النهج ثقافة جديدة قائمة على الجدارة والمنافسة الشريفة. يشعر الموظفون الآن بأن مسارهم الوظيفي مرتبط بشكل مباشر بكفاءتهم وإنتاجيتهم، مما يزيد من تحفيزهم للتفاني في العمل والإبداع، كما يعزز من شعورهم بالإنصاف والعدالة المؤسساتية.
عندما تُدار الشؤون الداخلية للوزارة بشفافية، ينعكس ذلك إيجاباً مباشرة على جودة الخدمات المقدمة للمواطن. فالموظفون الأكثر كفاءة هم الذين يتم تعيينهم في المناصب القيادية والحساسة، مما يضمن تقديم خدمات صحية واجتماعية أفضل وأكثر فعالية للمجتمع.
تقدم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية نفسها كنموذج يحتذى به، مؤكدة أن الشفافية ليست شعاراً، بل هي ممارسة فعلية قابلة للتطبيق. إنها تدعو جميع المؤسسات إلى تبني هذا النهج، مؤمنة بأن الشفافية هي حجر الأساس لبناء ثقة المواطن وإرساء دعائم حوكمة رشيدة تخدم المصلحة العامة.
وتظل هذه الخطوة نبراساً ينير الدرب، ليس مجرد سياسة جديدة تُضاف إلى سجلات الإدارة، بل هي عهد جديد. عهدٌ لا تُمنح فيه الفرص في الخفاء، بل تُكتسب في وضح النهار بجدارة لا مراء فيها. إنها شهادة حية على أن مؤسساتنا قادرة على أن تكون بيوتاً للأمانة، وحصناً للكفاءة، وترسخ في النهاية ثقة المواطن، الذي هو الغاية والوسيلة، في أن حقوق الجميع مصانة، وأن المستقبل سيكون لأبنائه الأكفاء. هنا، حيث تُبنى الثقة كلمة بكلمة، وشفافية تلو الأخرى، نرى الوطن يقفز قفزةً جريئة نحو غدٍ أكثر إشراقاً، غدٍ نستحقه جميعاً.












