بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة، احتضنت القاعة الكبرى للقصر البلدي يوم 20 دجنبر 2024، مائدة مستديرة حول موضوع: المجهودات المبذولة تجاه الأشخاصر في وضعية إعاقة بهدف تيسير الاندماج الاجتماعي، وذلك بتنظيم من الفرع الإقليمي لمنظمة الهلال المغربي للإغاثة والإنقاذ وجمعية بلادي للتراث والتنمية والرعاية الاجتماعية، وبدعم من المجلس الجماعي لمدينة صفرو ، وبتعاون مع جمعية اليد في اليد لذوي الاحتياجات الخاصة
استهلت فقرات اللقاء بآيات من الذكر الحكيم، وعزف النشيد الوطني، وتقديم كلمة ترحيبية من قبل اللجنة المنظمة، لتنتقل بعد ذلك ميسرة اللقاء إلى توجيه الكلمة للمتدخلين، الذين أفاضوا في مقاربة الموضوع وتشخيص وضعية الأشخاص في وضعية إعاقة، بهدف التفكير في الحلول الجديرة بتعزيز اندماج هذه الفئة.
فمن خلال كلمة لممثلة باشا مدينة صفرو، أبانت عن دور الترسانة القانونية وفي مقدمتها دستور المملكة المغربية في ايلاء كبير العناية للشخص المعاق، بالإضافة إلى مجمل القوانين والاتفاقيات التي تكفل حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة.
ومن جانب آخر عبرت نائب رئيس المجلس الجماعي لمدينة صفرو، عن أهمية هذا اللقاء، ومبرزة أن المجلس الجماعي منخرط في دعم الأنشطة الهادفة لتعزيز الاندماج الاجتماعي لهذه الفئة، وتيسير سبل التمييز الإيجابي، مشيدة في الآن نفسه بالأدوار التي يلعبها الفاعل السياسي من أجل النهوض بأوضاع الشخص المعاق..
وفي سياق مماثل أفاض ممثل المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة السيد أحمد الواري، في مقاربة ذات الموضوع من خلال الجهوذ التي تبذلها الوزارة في إطار التربية الدامجة، متناولا الموضوع من زاوية التشريعات القانونية والتربوية التي سنتها الوزارة بغية ادماج فئة ذوي الهمم على حد تعبيره، ومبينا بعد ذلك المرتكزات الأساسية للتربية الدامجة، ومختلف المذكرات الوزارية التي دعت لتفعيلها، كما كشف عن جهود المديرية الإقليمية بصفرو في ذات الصدد، من خلال رزنامة من الإجراءات تخص بالأساس تكوين الأطر الإدارية والتربوية للتعامل مع ذوي الهمم، بالإضافة إلى تكييف فروض المراقبة المستمرة والامتحانات الإشهادية، علاوة عن القوافل الطبية التي تروم تشخيص حالات هذه الفئة وإيجاد أشكال التدخل المناسبة، ليختم مداخلته بتقديم معطيات دقيقة تكشف الجهود المبذولة والنتائج الإيجابية التي تم تحقيقها، منوها بتعاون السيد عامل الإقليم والسلطات المحلية والمندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية وكل الشركاء…
كما حظيت مداخلة السيد المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية الدكتور احماموش باهتمام الحضور، حيث أشار إلى الأدوار التي اضطلعت بها المندوبية تجاه الشخص المعاق بهدف مواصلة دراسته ومحاربة الهدر المدرسي، وذلك من خلال اعتبار ان توفير حاجيات هذه الفئة تعتبر من الأولويات، ومؤكدا على ضرورة إيجاد الحلول الناجعة لضمان حق هذه الفئة في التمدرس، كما ابرز المسؤول الأول عن القطاع الصحي بالإقليم، عن الكيفية التي تمكن من تقييم وتشخيص الإعاقة، مبينا أنه يتم اعتماد معايير دقيقة في ذلك، ومؤكدا ان المندوبية لا تدخر أي جهد في الحالات التي يمكن إيجاد حلول لها وتيسر سبل اندماجها، داعيا إلى تكاثف جهود مختلف المتدخلين لتحقيف نتائج أفضل.
وقد تمحورت مداخلة ممثلة المديرية الإقليمية لوزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، إلى البرامج التي انجزتها الوزارة، بهدف تكوين الأشخاص في وضعية إعاقة ومنحهم فرصة الانخراط في الحياة العملية، سواء من خلال التكوين النظامي أو المستمر أو الورشات التكوينية، ومن جانب آخر عبر الأستاذ الإبراهيمي، عن مجهودات مؤسسات التكوين المهني في تأطير الجمعيات وتخصيص تكوينات تخول لهذه الفئة مزاولة مهنة معينة تتلاءم وحاجياتها…
وللكشف عن جهود المديرية الإقليمية للوكالة الوطنية للشغل والكفاءات، عبر ممثل هذه المؤسسة عن الجهود المبذولة في إطار برامج التمكين الاقتصادي، التي منحت مجموعة من الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة تمويلا لدعم مشاريعهم ومواكبتها، داعيا إلى ابتكار حلول أخرى والتفكير في خدمات للتعامل مع الأشخاص في وضعية إعاقة…
وقد عرفت اشغال هذه المائدة المستديرة تفاعلا نوعيا من قبل الحاضرين، والتي قاربت من زوايا متعددة الإكراهات التي تواجه هذه الفئة، والدعوة إلى إيجاد حلول عملية للنهوض بوضعية الشخص المعاق، والتي صيغت في مخرجات وتوصيات هذا اللقاء، الذي أسدل الستار على فقراته برفع برقية الولاء إلى السدة العالية بالله.
كريم مجيدو