فيلم “وحده الحب” لكمال كمال والحسين حنين.. السينما التي تفيض بالمشاعر بين الحدود المغلقة

فيلم “وحده الحب” لكمال كمال والحسين حنين.. السينما التي تفيض بالمشاعر بين الحدود المغلقة

من انتاج “اسكا للإنتاج”، و”اطلانتيس فيلم”

فيلم “وحده الحب لمخرجه كمال كمال، ومنتجيه كمال كمال والحسين حنين، خلق فرجة ممتعة، وطرح أكثر من سؤال، خلال عروض أفلام مسابقة المهرجان الوطني للفيلم الوطني بطنجة، والتي تستمر حتى السبت 26 أكتوبر 2024.

إحساس عميق يتملك كل مشاهد، حين تفيض المشاعر بين الحدود المغلقة بين الشعبين المغربي والجزائري، وجرح الفرح الذي يغمر الكثير من العائلات، بكل الحب الصافي النقي بين المغاربة والجزائريين، وبكثير من الصدق الفني والإنساني، وبفيض من الموسيقى الرقيقة التي تتحدى الحدود، وتنفذ الى الاعماق.

ان يعالج كمال، موضوعا حساسا يتعلق بغلق الحدود بين بلدين شقيقين، وتسليط الضوء بكل فنية على عملية تفريق عائلات، والإمعان في عملية تشتيت الأحبة، كنتيجة للمزايدة والهراء السياسي الأهوج، بكل هذه الشفافية والمشاعر الإنسانية الطافحة بالحب والود، يعني أن المخرج إنسان قبل أن يكون فنانا، إنسان ينظر بعيون واسعة على احتمالات الفرح، وأن الفن السابع ليس مجرد كادرات وحركة كاميرا واضاءة وديكورات، وادارة ممثل وما شابه ذلك، من مكونات وأسس صناعة فيلم من الأفلام، بل هي، وقبل كل شيء، رسائل ومشاعر شفيفة تتشكل وتنسل بكل وعي من بين مفاصل الحكاية، لتنشر بهاء وجمال الصورة المضمخ بعطر الحب، هذا الحب وقدرته العجيبة الآسرة القادرة على صنع المعجزات، بهدم جدران النيات السيئة المسيئة لنفسها قبل الإساءة لغيرها، والقفز على حواجز النسيان، وزرع الفتنة وقطع الوشائج التي تربط بين الهنا والهناك.

كمال، الذي تحدث عن زياراته بالسعدية وخاصة منطقة بين الجراف، وما اثر فيه شابة جزائرية في الجهة المغربية تحمل رضيعها عاليا، لتراه أمها في الجهة الأخرى من الحدود، فقرر كتابة سيناريو الفيلم. فيلم كمال كمال، رسائل مصورة، ومشاهد ممشوقة، تؤسس لحب عميق يجمع الشمل وينهي الشتات، صور طافحة بالحنين، واريج الحب، من اجل الحياة والإنسانية، وبعيدة عن الجهل والحقد والشر.

كمال كمال أذهل كل من حضر عرض الفيلم، بحكايات شخصياته المنسوجة من قبح الوقت، وبموسيقاه التي رجت الأحاسيس، وراهنت بكل صدق على أن تجعل من القلوب الصدئة منابع للحب والحنان، وأن تجعل الخدود تبتل بدموع الألم.

السينما هي المعبد الذي يجمع الفنون الستة التي سبقته”، هكذا عبر في جلسته بعد عرض الشريط، وهكذا لخص فهمه النابض بمحبة الحياة، وشخصيته الغامرة بالعطاء. وهو الذي امتع بمشاهد تتغذى بدفق الإلهام الفني المؤسس على خلفية ترى الإنسان إنسانا قبل ان يكون خصما او عدوا، تراه بعيون واسعة شاسعة مفتوحة على كل احتمالات الحياة المنذورة للجمال، والنظر نحو الأفق النابض بعزة النفس وكبرياء أن تحب لغيرك ما تحب لنفسك.

انها السينما الحية الجميلة، التي تزرع في الملتقي روح القيم المشبعة بفضيلة التسامح والتواصل وضرورة التشبث ب”التامغربيت” القحة التي ترفض أن تعتبر الآخر مهما كان موقفه منا عدوا، بل تعتبره جارا واخا شقيقا.

يشار الى ان الفيلم، هو من انتاج “اسكا للإنتاج”، و”اطلانتيس فيلم” للمنتجين كمال كمال والحسين حنين، هو من بطولة يونس ميكري، سحر الصديقي، فاطمة الزهراء بلدي، ربيع القاطي، احمد مداح، عبد الحق بلمجاهد، ادريس الروخ، حفصة بنسماعيل، عبد الرزاق بنعيسى، هشام ابراهيمي، غالية بنزاوية، عبد الله كروجي، حجرية عمارة، ثم أيوب أبو نصر.

Related posts