المجد للشركاء الرائعين، الذي يرافقون مؤسسة المهرجان الدولي للسينما الإفريقية في حلمها الأسر، طيلة 47 سنة من الوجود على هضبة الإبداع، ومنذ سنة 1977، فبدون عدد مهم من الشركاء، لا يمكن تحقيق هذا النجاح والتطور الحاصل، والمتعة السينمائية في خيمة المهرجان.
شركاء الدورة 24 للمهرجان، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، أبانوا عن حس تفاعلي خلاق، من أجل الرقي بهذه التظاهرة السينمائية العالمية، التي رفعت هامة المملكة المغربية عاليا، وهي تسير بخطة ثابتة، من اجل ترسيخ فيض من المكتسبات، لعل من أبرزها توطين الدبلوماسية الثقافية والفنية والسينمائية، لخدمة قضايا الحوار والتواصل، وتكريس روح التعايش والتسامح، وتحصين الوازع المشترك بين الأشقاء في القارة الإفريقية.
وهكذا فان مهرجان خريبكة، يعزز قيمة بلادنا، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس اعزه الله، الذي يضع الثقافة ومنها السينما وبقية الفنون الأخرى في جوهر برامج التنمية المستدامة، لما لها من دور فعال في تنشيط الدينامية الاقتصادية، كما تشكل عاملا مهما للتماسك الاجتماعي، وافقا واسعا لتحقيق النماء والإشعاع.
رأينا في حفل الافتتاح، كيف أن عامل عمالة إقليم خريبكة السيد حميد الشنوري، رفقة رئيس المؤسسة السيد الحبيب المالكي والوفد المرافق لهما، فرحا مسرورا بضيوفه الكرام، رأينا أيضا كل هذا البهاء والسحر في الصورة، أمام المركب الثقافي محمد السادس، والخصوبة الرقيقة في جمالية المشهد والديكورات، والمسحة الموسيقية التراثية، ورأينا كل هذا السخاء الإبداعي في منصة الافتتاح الزاهية بألوان الطيف، فكانت لحظة التكريم مليئة بدفء العواطف.
عمالة إقليم خريبكة، لها الفضل الكبير، في إنجاح هذه التظاهرة السينمائية العالمية، التي أصبحت تتطور خلال السنوات الأخيرة، دورة عن اخرى، فضلا عن المجمع الشريف للفوسفاط، بحضور وازن لمدير المجمع بخريبكة السيد عبد الكريم رمزي، وقيمة المركز السينمائي المغربي.
شركاء المهرجان وازنون، كالخطوط الملكية المغربية الناقل الرسمي لضيوف المهرجان، ومؤسسة البنك الشعبي، وجماعة خريبكة، ومجلس جهة بني ملال خنيفرة والمجلس الإقليمي لخريبكة، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل ـ قطاع التواصل، والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، ومؤسسات أخرى، وعدد من وسائل الإعلام الوطنية والدولية.
يقول فاعل جمعوي سينمائي فضل عدم ذكر اسمه، ” بهذا الدعم والتعاون والتنسيق من قبل عدد من المؤسسات، تكون فعاليات المهرجان قد حققت نسبة قليلة مما سطرته، وبخاصة أن مهرجان من هذا الحجم وهذا الزخم في الحضور، يحتاج الى مزيد من الدعم، مقارنة مع مهرجانات وطنية ودولية كبرى”.
وأثنى بالمناسبة على مجموعة من الشركاء الرسميين، وبخاصة المجمع الشريف للفوسفاط، والمركز السينمائي المغربي، والذين يساهمون بشكل كبير في إنجاح مختلف الدورات، كما يتوجب باقي ي المؤسسات العمومية والخاصة الانخراط في هذه التجربة، ودعمها دعما يليق بما يقدمه مهرجان السينما الإفريقية، من خدمات، وادوار طلائعية متنوعة قاريا، وما يحققه من إشعاع، وحوار وتواصل سينمائي في القارة الإفريقية.
وخلص إلى شكر كل من ساهم ويساهم في السير قدما بهذه التظاهرة السينمائية الفريدة من نوعها، إلى الأمام، وهي تحضى بفضيلة أقدم مهرجان سينمائي مغربي، وثالث اقدم مهرجان في القارة الإفريقية بعد مهرجان قرطاج، وفيسباكو.
هكذا، هو المهرجان الدولي للسينما الإفريقية، احتفال جماعي بالفن السينمائي في ابهى التجليات، تكريس للقاسم، والعيش المشترك، الذي يجمعنا في قارتنا السمراء، إبداعا وفنا وطقوسا وعادات وتقاليد، وأحلاما، وبالتالي يكون من الرقي والتقدير، والثناء بحرارة على كل الشركاء، وبخاصة عامل عمالة إقليم خريبكة السيد حميد الشنوري، الذي يواكب ويتابع عن كثب، هذه التظاهرة السينمائية الدولية، حتى تحقق المبتغى، تظاهرة عريقة، تشكل وشما بارزا في ذاكرة التاريخ الفني والسينمائي في الإقليم والجهة، ومنطقة ورديغة عموما، إنها علامة من علامات التشبث وصيانة الهوية الوطنية، وترسيخ روح المواطنة، والانفتاح على الآخر، والمساهمة الفعالة والقوية، في غرس وتعزيز الدبلوماسية الثقافية في قارتنا الإفريقية.
مهرجان السينما الإفريقية احتفال جماعي بالسينما، وعرس مدينة، وخلية نحل تشتغل بالليل والنهار، وجنود خفاء، تعمل بجد، من اجل إنجاح هذا الكرنفال السينمائي البديع، فتحية عالية لكل الشركاء، ولكل الساهرين، من رجال امن وقوات مساعدة وصحافيين وفعاليات المجتمع المدني وساكنة المدنية والجمهور المحب للسينما.. بكم نفتخر، وبكم ينجح المهرجان.
المصطفى الصوفي