المهرجان فضاء محتضن للقاءات ومصدر للتواصل الحضاري لدعم السلم وتقوية وترسيخ الإخوة بين سائر الأقطار
المصطفى الصوفي
أعلن حديثا أن فعاليات النسخة الرابعة والعشرين، من المهرجان الدولي للسينما الإفريقية التي تحتضنها مدينة خريبكة، ستعقد من 11 إلى 18 من شهر مايو 2024، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وجاء ذلك خلال اجتماع للمجلس الإداري لمؤسسة المهرجان الدولي للسينما الأفريقية بخريبكة، والذي أقيم يوم الجمعة 29 مارس 2024 بمقر عمالة إقليم خريبكة، والذي ترأسه رئيس المؤسسة السيد الحبيب المالكي.
وبهذه المناسبة، ألقى السيد مدير المهرجان، البطاقة التقنية والفنية، كما ألقى السيد المدير الفني، تفاصيل المشروع الفني، الذي سيضم عدة فقرات وأنشطة غنية، تستجيب للتطلعات، وتكرس روح تطوير واستمرارية هذه التظاهرة الدولية في حلة جديدة.
وبالمناسبة أيضا، قدم رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للسينما الأفريقية بخريبكة السيد الحبيب المالكي، كلمة افتتاحية متميزة، أكد فيها على شكره وامتنانه لممثلي السلطات المحلية ، وعلى رأسها السيد عامل صاحب الجلالة على الإقليم، على الدعم المتواصل للمهرجان و على المساعدة في تنظيم هذه التظاهرة ذات البعد القاري وذلك بتأمين أحسن شروط الوفادة والاستقبال وتوفير كل سبل الراحة والاطمئنان لجميع المشاركين والضيوف وعموم الوافدين على المهرجان.
ولم يفت السيد الرئيس، في نفس السياق، تقدمه بالشكر الجزيل لجميع الجهات والمسؤولين بمختلف المصالح والإدارات الجهوية، الذين لم يذخروا أي جهد ليوفروا كل أسباب الدعم المادي والمعنوي، ودلك من اجل أداء رسالة المهرجان، في أحسن الظروف، فضلا عن تنويهه بالدعم المتواصل الذي تقدمه مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وجميع المصالح التابعة له على المستوى المحلي.
كما اعرب السيد المالكي، في كلمته القوية، خلال اللقاء المتميز باسمه، وأسم جميع أعضاء مؤسسة المهرجان الدولي للسينما الأفريقية بخريبكة، عن إعجابي الكبير بالأنشطة الثقافية والفنية والسينمائية المتميزة التي يحتضنها المهرجان منذ أكثر من أربعة عقود وكذلك بنجاحه المستمر في أن يجمع، في كل دورة من دوراته، ثلة من خيرة السينمائيين والفنانين والمبدعين والمخرجين وكتاب السيناريوهات والمختصين في الصحافة المكتوبة والمرئية، من كل الدول الأفريقية المشاركة.
وقال السيد المالكي في كلمته المعبرة “إن هذه الاستمرارية وما واكبها من تطوير متواصل لفعاليات المهرجان وتوسيع لمجالات أشعاعه على المستوى القاري لتعد مدعاة للفخر لنا جميعاً. وهذا بالضبط ما يشكل أكبر حافز لنا للمواظبة في جهودنا جميعاً على أن يظل هذا المهرجان فضاء محتضناً للقاءات والعطاءات الفكرية والثقافية والفنية ومصدراً للتواصل الحضاري بين الشعوب، وذلك لدعم السلم وتقوية اواصر الصداقة وترسيخ الإخوة بين سائر الأقطار. ومن الأكيد أن الفنون السينمائية بمختلف تصنيفاتها لها دور أساسي في هذا الاتجاه لما لها من قدرة على التعبير على اشكاليات الواقع المجتمعي بتعقيداته وطموحات المستقبل وآفاقه الواعدة”.
وأضاف السيد الرئيس ” إن انعقاد الدورة 24 تأتي في ظروف خاصة هذه السنة تحتم علينا دعم الأنشطة الأساسية للمهرجان لضمان الاستمرارية دون إغفال ضرورة التطوير لمواكبة المستجدات في هذا المجال”.
والاستمرارية تعني دعم وتوطيد الفقرات التي اثبتث نجاعتها، ومن ضمنها الفقرة الخاصة بمشاركة النزلاء الأفارقة داخل السجون المغربية في هذا العرس الإفريقي، أملين بذلك في أننساهم في إعطاء معنى لإعادة الإدماج وتندرج في هذا الإطار كذالك الندوة التي تتمحور حول موضوع السينما كأداة للإدماج الثقافي وخاصة في ما يتعلق بالمهاجرين الأفارقة.
كما أن الاستمرارية ـ يضيف السيد المالكي ـ تتجلى في البرمجة المعتمدة في الدورة 24 للمهرجان، حيث أنها تتميز بتثبيت الفقرات الأساسية وتجويد مضمونها رغم بعض الصعوبات، مما يؤشر على تماسك وانسجام المنهجية المتبعة في البرمجة والتنظيم. الشيء الذي مكن المهرجان من أن يحتل موقعا متفرداً رغم محدودية الإمكانيات المتاحة بالمقارنة مع المهرجانات الوطنية الأخرى.
واستشرافاً للمستقبل، ـ يقول السيد رئيس المؤسسة ـ ” نسعى اليوم إلى تطوير هذا المهرجان بإضافة المزيد من الفقرات والأنشطة الإشعاعية المرتبطة به على مستوى المدينة والإقليم والجهة.كما نسعى إلى تعزيز المكانة التي يحظى بها على المستوى القاري وذلك من خلال توسيع مجال الدعم والشراكات خدمة لأهداف المهرجان والنهوض أكثر بإشعاعه وتعزيز دوره كشريك أساسي، مساهم بقوة في التنمية المستدامة في الدورة الثقافية والاقتصادية المحلية، وباعتباره إرثا لا ماديا متجددا مساهما في التنمية البشرية في بعدها الثقافي والفني”.
وكشفت كلمة السيد رئيس، عن أن الدورة، التي يترقب حضور ما بين 220 الى 330 مشارك فيها، عن وجود مسابقتين، واجدة مفتوحة في وجه الأفلام الروائية الطويلة تتضمن 13فيلما من أحسن و أحدث الأفلام، وأخرى خاصة بالأفلام الروائية القصيرة من 13الى 20 فيلم.
وبالنسبة للجنة التحكيم، سيحكم المهرجان، أربع لجن للتحكيم، وهي لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة ولجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية القصيرة ولجنة تحكيم دونكيشوط وجائزة النقد للسينما الإفريقية.
وبتنسيق تام مع مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط، يستضيف المهرجان، السينما المالية كضيف شرف، وذلك من خلال عرض 4 إلى 6 أفلام خاصة بهذا البلد الشقيق بحضور مخرجين سينمائيين، وكتاب، وفنانين، وروائيين. وبالتعاون مع الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة ستعرض مجموعة من الافلام التربوية لفائدة التلاميذ والطلبة بالجهة.
وضمن هذه البرمجة الخصبة، تضيف كلمة السيد المالكي، انه بخصوص التكوين في المهن السينمائية، سيتم تنظيم ما بين سبعة إلى ثمانية ورشات تكوينية تهم المهن السينمائية (المونتاج الرقمي، كتابة السيناريو، الإضاءة والتصوير السينمائي، التحليل الفيلمي) لفائدة واضعي الطلبات من داخل المدينة أو من باقي المدن المغربية إضافة إلى بعض المستفيدين من الدول الإفريقية.
وخلصت كلمة السيد الحبيب المالكي المتميزة، والتي سلطت الضوء على مجمل فقرات الدورة، إلى الحديث عن فقرة التكريمات وهي فقرة مهمة ورئسية في المرجان، وتدرج في حفلي الافتتاح والاختتام، حيث سيكرم المهرجان وجهين سينمائيين إفريقيين مرموقين، ترسيخا منه لثقافة التقدير والامتنان لما يبذله السينمائيون من جهد لصالح السينما الوطنية أو الإفريقية.