وطني/مجتمع
تحت شعار “جميعا من أجل تعبئة حقيقية وفعالة لتعميم الحماية الاجتماعية”؛ نظمت مؤسسة Dana للإعلام والإتصال والتدريب بشراكة مع المنظمة البلجيكية ECOS COMMUNICATION، يومه السبت 24 فبراير الجاري، باحد فنادق الرباط، ورشة تدريبية تحسيسية لفائدة الصحافيين والصخافيات حول موضوع “دور الإعلام في إيصال المعلومة حول الحماية الاجتماعية كحق للجميع”.
وفي بداية هذه الورشة التدريبية/التحسيسية، والتي تأتي في إطار التوجه الملكي السامي الرامي إلى إطلاق ورش الحماية الاجتماعية، قدمت السيدة نادية الصبار، مديرة مؤسسة دنا للإعلام والإتصال والتدريب كلمة اشتدت من خلالها بالجهود المولوية السامية الرامية لتعميم الحماية الاجتماعية لجميع المغاربة، الشيء الذي يبرز الاهتمام المولوي السامي للملك، محمد السادس، بالقضايا الاجتماعية للمواطنين وتحسين ظروفهم المعيشية.
وأبرزت، مديرة نشر الجريدة الإلكترونية الإخبارية الشاملة دنا بريس، أن الورشة تأتي انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية وانخراطا في تنزيل هذا الورش الملكي من أجل التوعية بأهميته، وكذا تسليط الضوء على الأدوار الطلائعية التي يمكن أن يلعبها الإعلام في إيصال المعلومة حول الحماية الاجتماعية كحق لجميع المغاربة.
كما تطرقت الأستاذة نادية الصبار إلى الدور الهام الذي تلعبه منظمة ECOS COMMUNICATION في المغرب لتعزيز التنمية المستدامة وتقليل الفوارق بين فئات المجتمع عن طريق دعم مطالب الفاعلين بالمجتمع المدني والمؤسسات العمومية وتعزيز إمكانياتهم، وكذا تقوية قدراتهم.
وفي معرض كلمتها، أكدت السيدة المديرة على ما تقوم به المنظمة من مساندة فاعلة للفاعلين المحليين من أجل تعزيز قدرات الجمعيات الشريكة المستهدفة بغية دعم الشرائح السكانية الأكثر تضررا لتطوير أنشطة مأجورة وقارة للوصول إلى الحماية الاجتماعية في مختلف جهات المملكة المغربية.
كما أشارت إلى كون مؤسسة دنا للإعلام والإتصال والتدريب؛ مؤسسة فتية تأسست في منتصف عام 2019 بمجهودات ذاتية، وأنها استطاعت مراكمة تجربة دفعتها إلى مواجهة التحديات والاكراهات من أجل إبراز مكانتها وعلامتها التجارية Dana سواء بمجال الإعلام أو التواصل أو التدريب، وذلك بواسطة طاقم شاب وطموح.
مؤكدة على الأهداف السامية التي يجب أن يضطلع بها الإعلام الحر والجاد والتي تتركز بالأساس في دعم الأوراش والمبادرات الملكية السامية والانخراط في تنزيلها بضمير مهني ينضبط لأخلاقيات المهنة ليكون بحق صوت المجتمع ونبضه.
كما لفتت الأستاذة نادية الصبار، مديرة الجريدة الإلكترونية دنا بريس، انتباه المشاركين في أطوار الورشة إلى الغاية من هذه الأخيرة والتي تتلخص أساسا في الانفتاح الجاد للمؤسسات العمومية وممثلي الدولة على الجسم الإعلامي وعلى المقاولات الإعلامية الجادة، داعية هذه المؤسسات إلى تسهيل مهمة الصحافة بكل الوسائل الممكنة والمتاحة تماشيا مع مبدأ الحق في الوصول للمعلومة.
وفي ختام الكلمة توجهت السيدة المديرة بالشكر الجزيل لكافة المؤسسات الشريكة والشخصيات البارزة المشاركة وكذا المنابر الإعلامية التي انخرطت بشكل فعال في تغطية الورشة.
ومن جانبه أبرز السيد غوتييه بريجو / Goutier Brygo، ممثل المنظمة البلجيكية ECOS COMMUNICATION بالمغرب، الهدف من المنظمة والذي يقوم على مواكبة الدينامية الإقليمية في مجموعة من الدول (المغرب، السنغال، جمهورية الكونغو الديمقراطية، بوركينافاسو، وبلجيكا)، وذلك من خلال إشراك الأشخاص الأكثر حرمانا لتعزيز التماسك الاجتماعي والإقليمي.
وفي هذا الصدد قدم السيد غوتييه ركائز استراتيجية التدخل التي تعتمدها المنظمة في إطار تعزيز قدرات الأطراف المعنية من خلال إنشاء وقيادة عمليات تغيير بين مختلف الفاعلين بطريقة شاملة وتشاركية باعتماد وسائل من شأنها تحقيق هذه المقاربة تتلخص في برامج التدريب، إجراءات رفع مستوى الوعي، عمليات الدعم، الرسملة وإجراءات التثمين.
فيما يخص أنشطة ECOS COMMUNICATION داخل المغرب، فقد أوضح ممتلها السيد بريغو أن الأخيرة تعمل على تعزيز قدرات الجهات الفاعلة من المجتمع المدني وتعزيز إمكانياتهم بهدف تعزيز التنمية المستدامة والحد من عدم المساواة التي تؤثر بشكل خاص على النساء والشباب.
موضحا بأن المنظمة، وبعد أن كانت نشطة على مستوى الجهة الشرقية وجهة الرباط سلا القنيطرة، عرفت انتشارا أوسع على مستوى مجموعة من جهات المملكة كـ(طنجة تطوان الحسيمة، فاس مكناس، سوس ماسة، درعة تافيلالت، بني ملال خنيفرة).
كما اعتبر أن العمل التعاوني الجامع بين منظمة ECOS COMMUNICATION ومؤسسة دنا بريس جزء من شراكة استراتيجية طويلة الأمد، بما في ذلك ورشة العمل الناجحة الأولى، في عام 2024، والتي تمثل خطوة أولى في تحقيق العديد من اجتماعات العمل وتبادل الأفكار.
أما بخصوص موضوع الورشة فإنه، من وجهة نظره، اعتبر السيد بريجو أن الحماية الاجتماعية لا تزال في مهدها، وأن التفاوتات الاجتماعية لا تزال على مستوى عال، وذلك على الرغم من البرامج السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية العديدة التي تم تنفيذها خلال العقدين الماضيين.
وفي نفس السياق طرح السيد غوتييه بريجو مجموعة من الأسئلة الإشكالية المتعلقة بموضوع الحماية الاجتماعية، كان من أبرزها التساؤل حول الاختيار في ربط الحد من الفوارق الاجتماعية مع توفير الحماية الاجتماعية للجميع، وعن دور وسائل الإعلام (بجميع أشكالها) في توحيد المعلومات حول توفير الحماية الاجتماعية للجميع في المغرب.
وإجابة على هذه التساؤلات أوضح ممثل المنظمة البلجيكية إلى كون هذه الأخيرة، وباعتبارها منظمة غير حكومية، تسعى إلى تعزيز النمو الاقتصادي المستدام والشامل، وكذا اعتماد استراتيجيات تضمن تحسين الظروف المعيشية للسكان. ويأتي ما سبق تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تعميم الحماية الاجتماعية بما يشكله هذا المشروع الملكي من خطوة حاسمة في تعزيز العدالة الاجتماعية والمكانية والحفاظ على كرامة المواطنين.
وتأكد المنظمة البلجيكية، في شخص ممثلها بالمغرب، على الدور الهام الذي تلعبه وسائل الإعلام في تعزيز المعلومات حول الحماية الاجتماعية للجميع في المغرب. كما أن المنظمة تسعى، في ذات السياق، إلى تعميم التأمين الصحي الأساسي من خلال توسيع قاعدة المستفيدين من هذا التأمين لتشمل الفئات الهشة وفئة العمال المستقلين والمهنيين وأصحاب المهن الحرة.
وفي كلمته، قدم السيد مصطفى ادموسى، ممثل صندوق الضمان الاجتماعي، مجموعة من المعطيات المتعلقة بالمؤسسة في علاقتها مع المنخرطين حيث أكد على أنها تعتمد مقاربة تواصلية/ إعلامية من أجل التواصل الجيد والفعال مع المواطنين.
كما أن المؤسسة قامت برقمنة منظومة التغطية الصحية، وما صاحب ذلك من إجراءات همت بالأخص إلغاء الديون المستحقة على فئات العمال غير الأجراء.
ومن جهته اعتبر السيد عبد الواحد الدريوش، المستشار لدى البرلمان ورئيس مؤسسة درعة تافيلالت للعيش المشترك، أن التواصل باللغات المحلية مع الفئات المجتمعية المختلفة له دور مهم في إنجاح ورش الحماية الاجتماعية.
كما تساءل، في ذات السياق، حول مصير المواطنين البسطاء وبخاصة الرحل في المناطق الجنوبية وحقهم في الحصول على المعلومة والحق في الاستفادة من الحماية الاجتماعية. متسائلا، في الوقت ذاته، عن المانع من اعتماد اللهجات المحلية للتواصل مع المواطنين.
مبرزا أن هناك إشكالا على مستوى تنزيل الأوراش الكبرى عبر المؤسسات، ومن ضمنها ورش الحماية الاجتماعية الذي يهم 24 مليون نسمة. كما اشترط أن تتبنى وسائل الإعلام، باعتبار أهميتها في إيصال المعلومة، اللهجات المحلية واللغات القريبة من أفهام ومدارك المواطنين على اختلاف بنياتهم الاجتماعية والثقافية.
فيما تناول الدكتور جمال محافظ، أستاذ زائر بجامعة محمد الخامس ورئيس تحرير مركزي سابق بوكالة المغرب العربي للأنباء موضوع الحماية الاجتماعية وسؤال الإعلام بالمغرب، حيث اعتبر أن الاهتمام بالحماية الاجتماعية في علاقتها بالإعلام من الأجيال الجديدة التي يجب أن يوليها الصحافي أولوية.
مشيرا إلى أنه يجب على الإعلام وضع تخطيط لاستراتيجية واضحة من خلال استحضار الدور الطلائعي لرجال ونساء الإعلام في إيصال المعلومة ما يستدعي بالضرورة الحاجة إلى صحافة حقة.
ولأن منظومة الحماية الاجتماعية تتسم بمجموعة من النقائص فقد أكد الدكتور جمال محافظ على ضرورة الدعوة إلى مزيد من النقاش المجتمعي الجاد والهادف بخصوص تنزيل ورش الحماية الاجتماعية كما أكد على ذلك العاهل المغربيمحمد السادس حين دعا إلى التعجيل في النظر في منظومة الحماية الاجتماعية.
وفي تفاعله مع أشغال الورشة، استحضر الكاتب الصحافي عبد الصمد بنشريف السياق العام الذي دعا الدولة لتبني ورش الحماية الاجتماعية سعيا منها إلى ترسيخ الدولة الاجتماعية مما يدعو إلى تنزيل حقيقي لها على أرض الواقع.
موضحا أن الإشكال يتمثل في مدى وجود رؤية واضحة واستراتيجية لتنزيل الورش، الأمر الذي يستدعي، حسب تعبيره، مواكبة ومصاحبة الصحافة لهذا الورش الذي يهم الحماية الاجتماعية.
كما لفت الانتباه إلى دور المنتخبين في إيصال المعلومة باعتبارهم صلة وصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين الشيء الذي يدعو إلى الانخراط الجماعي في إنتاج المعلومة وتحصينها وهو الدور الملقى على عاتق كل من الإعلام والمنتخبين ومسيري الشأن العام.
وهذا ما أكد عليه أيضا سامي قمحاوي، مدير التواصل بمنظمة الإيسيسكو ونائب رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية سابقا، إذ اعتبر أن اليد الواحدة لا تصفق، وأن المسؤولية ملقاة على كاهل الجميع، مشيرا إلى أن الأدوار تتكامل وتتقاطع لإيصال المعلومة بطريقة مبسطة ومفهومة.
من جهته أكد الإعلامي محمد خاتم على أهمية الصورة ووقعها على المتلقي في توصيل الخطاب إلى منطقة معينة.
وتفاعلا مع باقي المداخلات، اعتبر الصحافي يونس مسكين، رئيس تحرير جريدة صوت المغرب، أن الأخلاقيات هي كل ما تبقى من مبررات لاستمرار مهنة الصحافة، ما من شأنه أن يدفع بالصحافي المهني إلى استحضار الحساسية الاجتماعية لموضوع الحماية الاجتماعية.
مؤكدا على ضرورة حديث الإعلام إلى المعنيين المباشرين بهذا الورش، مع ضرورة تشذيب الخطاب الصحافي باستعمال لغة دقيقة أي لغة محترمة قادرة على حفظ كرامة الفئات المستفيدة ما يستدعي بالضرورة احترام خصوصيات هاته الفئة.
معتبرا أنه لابد من “الموافقة المستنيرة” والتي تحمل المعني بالأمر المسؤولية، داعيا، في الوقت نفسه، إلى التركيز على الحلول وإنجاح الورش بإشراك فاعلين وخبراء، وتجنب التبسيط المفرط للبرامج التنموية دون إغفال تقديم معلومات دقيقة وموثوقة والتي من شأنها تعزيز المشاركة العامة والوعي.
وفي ذات السياق أكد الصحافي يونس مسكين على محاولة إبراز قصص الأشخاص الحقيقيين مع الحفاظ على السرية والخصوصية، وكذا التزام التوازن والحياد دون السقوط في الدعاية السياسية.
كما أكد على ضرورة الفصل بين الآراء والحقائق مع استخدام لغة محايدة تشرح الأسباب الجدرية للموضوع في إطار السياق العام مع تعزيز صوت المتلقي بإشراكه في الموضوع.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن الورشة التدريبية التحسيسية والتي كانت حول موضوع “دور الإعلام في إيصال المعلومة حول الحماية الاجتماعية كحق للجميع” عرفت حضورا متنوعا أثثه مجموعة من رجال ونساء الإعلام والأكاديميين البارزين.
احمد المهداوي