في أحضان أسرة مكري الفنية الأسطورية الشهيرة، ولد نصر مكري ورضع الموسيقى مع حليب أمه، ليتحول في سن مبكر إلى مؤلف موسيقي طموح ومتوثب. ومع أنه اكتسب بذلك موهبة فنية فطرية، إلا أنه عززها بدراسة الموسيقى، فأتقن أسرار العزف على القيتار والبيانو في معهد الرباط. وفاق طموحه ذلك لينشغل كذلك بدراسة السينما. وبحصوله على عدد من الدبلومات في المجال الفني، كرس نصر مكري حياته وفكره بالكامل للموسيقى، فأصدر ألبومه الأول “فيوم لفراح”، معلنا ولادة فنان متميز، جذب انتباه المهنيين والجمهور الواسع. غير أن تكريسه سنة 2012، كمشعل للتيار الموسيقي المكري، في الحفل الأخير لوالده الموسيقار حسن مكري في مهرجان موازين الشهير، كان عاملا حاسما للارتقاء إلى مستوى الأسطورة الفنية الراحل حسن مكري.
لذلك، لم يكن غريبا حصوله سنة 2017، على ميدالية بروكمر الذهبية في بروكسل، لتتوالى تتويجاته المتواصلة، حيث حصل على جائزة أفضل 100 محترف في العالم من طرف المركز الدولي للسيرة الذاتية بكامبريدج في إنجلترا، سنة 2018، وحصل في نفس السنة على “جائزة الموسيقى العالمية” برعاية المجلس الدولي للموسيقى الشريك الرسمي لليونسكو. غير أن طموحه المشروع إلى العالمية، فتح أمامه آفاقا أوسع، حيث إن مقطعه “فايشناف جانا تو”الذي استوحاه من أغنية هندوسية، تكريمًا لـلذكرى 150 للمهاتما غاندي، قاده إلى عرض كبير في الهند، سنة 2019. وهكذا ففي عام 2022، تضمنت مسيرة نصر مكري الفنية نحو خمسين أغنية وأكثر من عشرة فيديو كليبات.كما بدأ عام 2023 بسهرة تكريمية لوالده الراحل حسن مكري (الرئيس المؤسس للمجلس الوطني للموسيقى في المغرب)، ثم جولة ناجحة للغاية في تونس.
سعيد مسكير فنان رمزا للحداثة في السهرة الثانية لصيف الاوداية
ولد مغني البوب سعيد مسكير في الدار البيضاء، وبدأ في العزف على القيثار في سن الرابعة عشرة، وشكل مجموعته التي كان شاعرها وملحنها وموزعها، ثم قدم ألبومه الأول “غيتوني” عام 1988
كانت أول نجاحاته عام 1994 مع أغنية “درب سلطان”، تلتها عام 1996 أسطوانة “نتي نتي”، ثم في عام 1997، “إيوا إيوا”.بعد جولة أولى في فرنسا حيث استقر لمدة 4 سنوات وعمله كمهندس صوت، أطلق سعيد مسكر عدة ألبومات، من 2000 إلى 2010، منها “ديما كاين” و “دايرة” و “دقا دقا” و “جايا”. ثم تأتي عناوين أخرى مثل “أنا معاك” عام 2017، و “لا فيدا” عام 2019، و “باغي نكمل ديني” عام 2021 و “كوبيي كولي” عام 2022، وهي مزيج بين أساليب موسيقية مختلفة. وهذا الأسلوب هو في الواقع ما يميز سعيد مسكير عن غيره من الفنانين من جيله. خاصة وأن سعيد مسكير هو أيضًا عازف متعدد الآلات يتقن القيثار والإيقاعات والبيانو…وهكذا، من مغامرة إلى أخرى، استطاع الفنان أن يجد لنفسه مكانًا جيدًا في العالم الموسيقي المغربي، ولكن أيضًا بين المغاربة المقيمين بالخارج. خلال مسيرته الفنية لأكثر من 30 عامًا، كان سعيد مسكير يدافع دائمًا عن قيم الأسرة والحب والصداقة. كما عمل على تطوير التراث الموسيقي المغربي، من خلال إقامة زواج جميل بين الثقافة المغربية وإلهاماته الشخصية. مما جعل إنتاجاته رمزا للحداثة والإبداع. ولهذا تمّ اختياره من قبل لجنة الجوائز التابعة للمجلس الوطني للموسيقى لمنحه جائزة حسن مكريفي مهرجان “صيف الأوداية”- 2023 تحت رعاية وزارة الشباب والثقافة والاتصال.