الرباط: المنظمة الدولية لحماية التراث تستضيف ثقافة الصحراء بجماليتها وعمقها الإنساني في مؤتمر دولي

الرباط: المنظمة الدولية لحماية التراث تستضيف ثقافة الصحراء بجماليتها وعمقها الإنساني في مؤتمر دولي

 ثقافة وفنون/مؤتمر

 

مشروع آمنت به جامعة محمد الخامس لأهميته القصوى ولانفتاحها على هذا البعد الثقافي والدبلوماسي

 

الرباط ـ 11 ـ 07 ـ 2023 ـ (اج) ـ ـ ـ استضافت المنظمة الدولية لحماية التراث بمدرج الشريف الإدريسي بالرباط، يوم الخميس الأخير 6 يوليوز 2023، مؤتمر دولي علمي كبير، تمحور حول موضوع ” ثقافة الصحراء: جمالية وعمق إنساني” وذلك بالتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس بالرباط، وبشراكة مع مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، وبيت الشعر بالمغرب، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل.

وتميزت اشغال هذا المؤتمر الدولي الناجح، بمشاركة 77 خبيرا وأكاديميا، من كل مختلف أنحاء العالم، من ضمنهم 23 مشاركا من خارج المغرب،  فضلا عن حضور ممثلي المنظمة بدول مصر، تونس، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، سلطنة عمان ، وموريتانيا.

وتوج المؤتمر، الذي شهد مداخلات مختلفة وقيمة من قبل الباحثين، بتوقيع شراكة مهمة بين المنظمة الدولية لحماية التراث وكلية الآداب والعلوم الإنسانية  جامعة محمد الخامس بالرباط والمركز الدولي للدراسات التراثية، بهدف تعزيز التعاون والشراكة في مجال البحث العلمي والتي مثلت لحظة تاريخية ومكسبا علميا بامتياز.

اشغال هذا المؤتمر، الذي نظم أيضا بشراكة مع مجلة “الميزان” استهلت بجلسة سيرتها الدكتورة زهور كرام عضو المنظمة الدولية لحماية التراث ومديرة المركز الدولي للدراسات التراثية والرقمنة، وبحضور عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط الدكتور جمال الدين الهاني، الذي رحب بالمشاركين من داخل وخارج الوطن، خاصة من تونس ومصر والبحرين وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والسنغال والسعودية وفلسطين وموريتانيا وهولندا وايطاليا.

كما ثمن الدكتور الهاني المجهودات الكبيرة التي بذلتها اللجنة التنظيمية لإخراج هذا المولود إلى حيز الوجود وإنجاح أشغاله، مؤكدا أن المؤتمر يعقد في سياق التعريف بثقافة الصحراء، وما تحمله هذه الثقافة من دلالات رمزية، تربط الجسور بين الماضي والحاضر وتستشرف آفاق المستقبل وترسخ الهوية الثقافية.

كما شدد بالمناسبة على دور الدبلوماسية الثقافية في إبراز المشترك الإنساني بين الأمم والشعوب وتقبل الاختلاف والتعدد، وأهمية تفعيل أدواتها وأساليبها في صيانة التراث الثقافي وحماية وتوثيق التراث الإنساني اللامادي الذي يشكل الهوية الإنسانية  بكل أبعادها وتجلياته.

وأشارت السيدة ايجو الشيخ موسى نائبة العميد المكلفة بالبحث العلمي في كلمتها، إلى أهمية تنظيم هذا المؤتمر من قبل المنظمة الدولية، وقيمة علاقة الإنسان بالصحراء التي اتخذت صورا وأشكالا متعددة، فالمؤتمر يروم الكشف عن هذه العلاقات وقيم الثقافة الصحراوية.

بدوره اكد الدكتور محمد السيدي مدير المركز الدولي لحماية التراث في مداخلته، اعتناء العديد من الأطاريح والأبحاث الجامعية بقضية الصحراء، لأن الكلية تحتضن مركزا للدراسات الصحراوية، موضحا مفهوم الثقافة، كمجموع تجارب مجتمع، والإنسان متعدد الهوية والثقافات.

كما كشف السيدي عن كون هذا المؤتمر المهم، يعد منطلقا لتنظيم المؤتمر الثاني نهاية دجنبر 2023 بمدينة الداخلة مؤكدا أهمية  الثقافة الصحراوية وأن الصحراء هي مغربية في مغربها وأن المغرب في صحرائه.

رئيس بيت الشعر في المغرب الزجال مراد القادري، في كلمته تطرق الى تنوع مواضيع المؤتمر، ما يجعله جديرا بالمتابعة، خاصة انها تسلط الضوء على ثقافة الصحراء التي اكتسبت بعدا وجوديا يتم تقريبه عبر فعل الكتابة وتغتني بموروث محلي وعادات وتقاليد اجتماعية وامتلاكها لمدخراتها الثقافية في مجال الفنون والموسيقى والطبخ، مؤكدا ان الصحراء وفرت المسالك لعبور الثقافات والحضارات وتيسير السبل للتواصل والحوار والعيش المشترك..

من جانبه عبر مهندس ومبدع هذا المؤتمر الدكتور محمد جودات رئيس المنظمة الدولية لحماية التراث ومدير المؤتمر عن تقديره لكل من آمن بهذا المشروع الكبير، خاصة الدكاترة محمد التاقي ومحمد السيدي وزهور كرام، وكلهم مدراء المراكز البحثية وأعضاء اللجنة العلمية للمنظمة، الذين ساهموا في إنجاح هذا المؤتمر، مثنيا على  باقي الفاعلين والشركاء والمتدخلين، من بيت الشعر بالمغرب وزارة الثقافة ومجلة الميزان ومؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم.

وشدد على ان مشروع المنظمة الدولية لحماية التراث، هو مشروع كوني وقد كان منذ بدايته كبيرا وناجحا، مبرزا أن الأبعاد الثقافية والدبلوماسية الثقافية لها حضور أقوى من الحضور السياسي، وبالتالي فان عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، يدرك أن الأبعاد الثقافية والعلمية والأكاديمية لها وقع أكبر، من الأبحاث الأخرى وجامعة محمد الخامس كانت دائما مؤسسة للفكر.

 

 

وأوضح ان هذا المشروع الذي آمنت به الجامعة له أهميته القصوى لأنها منفتحة على هذا البعد الثقافي والدبلوماسي، والمغرب كان مشتغلا على هذه الأبعاد المرتبطة بالهوية الثقافية للمغرب والهوية المنفتحة على جميع الثقافات، فضلا عن دور المنظمات الدولية في حماية الموروث الثقافي وبناء ثقافة أكاديمية مبنية على انتروبولجيا تخاطب الأعماق والوجدان الثقافية.

واجمع الأكاديميون والخبراء الدوليون بالمناسبة، على جمالية وقيمة ثقافة الصحراء، ببعدها الكوني والإنساني، حيث تطارحوا قضايا عدة، لامست جوانب من هذه الثقافة في علاقتها بالحس الإبداعي الأدبي والهوية المحلية والعربية والكونية، فضلا عن الثقافة الصحراوية في علاقتها بالامتدادات المعرفية والأمثال الشعبية كشكل تفاعلي، ونسق للوحدة والتنوع والسحر والإبداع والخصوصية والعمق الإنساني والمجتمعي.(النهاية) م ص

 

Related posts