اقلام واراء
بعد وعكة مفاجئة ألزمته دخول إحدى المصحات الخاصة، توفي بفاس صباح الخميس 16 فبراير 2023 الممثل التلفزيوني والسينمائي والمسرحي هشام إشعاب، وذلك عن عمر ناهز 66 سنة، ودفن في نفس اليوم بمقبرة ويسلان بعد صلاة العصر بمسجد حفصة الكائن قرب منزله بشارع وهران بحي الزهور 1 بفاس. ومعلوم أن الراحل كان يشكو في سنواته الأخيرة من مضاعفات داء السكري، وقد سبق له أن دخل قسم العناية المركزة بالمستشفى الجامعي بفاس.
لقد عاش الراحل قيد حياته وحيدا، متفرغا لأعماله الفنية، رغم أن له أخ وأخوات، مخلفا بعد رحيله لوحات تشكيلية ونصوصا مكتوبة غير منشورة والعديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية المغربية والأجنبية، التي شارك فيها بأدوار مختلفة ومتفاوتة القيمة على امتداد ما يقارب أربعة عقود، مارس خلالها عشقه للفن ووقوفه على الركح وأمام وخلف كاميرات السينما والتلفزيون مع ثلة من المخرجين والمخرجات، إلى جانب مهنته الأصلية كأستاذ للتربية البدنية في مؤسسات التعليم العمومي.
شارك الراحل إشعاب في عدد لا يستهان به من الأعمال السينمائية والتلفزيونية الأجنبية، من إنتاج شركات أمريكية وأروبية وغيرها، وفي مسلسلات عربية من قبيل: “ربيع قرطبة” و”ملوك الطوائف” و”الفاروق” للمخرج السوري الراحل حاتم علي، و”آخر الفرسان” للسوري نجدت أنزور… علما بأن جل هذه الأعمال صورت جزئيا أو كليا بفضاءات مغربية مختلفة. كما شارك أيضا في مجموعة من الأفلام السينمائية المغربية الطويلة والقصيرة الناطقة بالعربية الدارجة أو بالأمازيغية (آخرها “مطلقات الدار البيضاء” لمحمد عهد بنسودة) والمسلسلات والسلسلات والأفلام التلفزيونية المختلفة من بينها: المسلسل الطويل “زينة الحياة” (120 حلقة) من إخراج جماعي، مسلسل “وجع التراب” لشفيق السحيمي، سلسلة “حديدان” وفيلم “دموعك يا فريحة” لفاطمة بوبكدي، مسلسل “إلى الأبد” وفيلم “سيدي محمد أوعلي” لإبراهيم الشكيري…
لم يكن الممثل هشام إشعاب، رحمه الله، يعير اهتماما بالغا لمسألة “الكاشي”، لأنه كان موظفا في سلك التعليم، ولعل هذا الأمر كان من بين أسباب الإقبال كثيرا على خدماته أمام وخلف الكاميرا، كممثل أو مساعد في الإخراج والإنتاج، من طرف مجموعة من المخرجين ومنفذي الإنتاج المغاربة . لقد شخص أدوارا متنوعة في العديد من الأعمال، منذ اختياره بالصدفة للوقوف لأول مرة أمام كاميرا السينما سنة 1985 في فيلم أمريكي كان يصور بالمغرب، بسبب لياقته البدنية وملامحه وإتقانه بشكل متفاوت لبعض اللغات الأجنبية كالفرنسية والأنجليزية والإسبانية، إلى جانب العربية والأمازيغية، إلى آخر فيلم سينمائي مغربي صور مشاهده فيه قبل متم سنة 2022، وهو “مطلقات الدار البيضاء” لعهد بنسودة. وبهذا ظل حضوره مستمرا على امتداد سنوات في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية أيضا.
تجدر الإشارة في الأخير إلى أن الصديق هشام إشعاب من مواليد إيموزار كندر يوم فاتح يوليوز 1957، تربى وترعرع ودرس واشتغل بفاس إلى أن وافته المنية. كل العزاء لأخيه وأخواته وباقي أفراد أسرته وأيضا لمحبيه وأصدقائه الكثر من الفنانين وغيرهم.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
بقلم أحمد سيجلماسي