ثقافة وفنون/مهرجانات
الدار البيضاء: تتويج مسرحية “رحل النهار” من الإمارات بجائزة سلطان بن محمد القاسمي
الدار البيضاء ـ من المصطفى الصوفي ـ 17 ـ 1 ـ 2023 ـ (اج) ـ ـ ـ توجت مسرحية “رحل النهار” تأليف إسماعيل عبد الله وإخراج محمد العامري، لمسرح الشارقة الوطني من الإمارات العربية المتحدة الليلة ما قبل الماضية، بجائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في نسختها 10، وهي أرفع جائزة، تمنح في ختام النسخة ال 13 لمهرجان المسرح العربي، الذي اقيم بمدينة الدار البيضاء من 10 الى 16 يناير 2023 تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
واختارت لجنة تحكيم المسابقة، التي ترأسها الدكتور مدحت الكاشف من مصر، وضمت في عضويتها الممثلة الفلسطينية إيمان عون، والممثلة اللبنانية جوليا قصار، والكاتب الصحفي خالد مبارك من السودان، ثم المخرج والممثل الأردني خالد الطريفي، “رحل النهار” كأفضل عرض، لما يتوفر عليه من مقومات الأداء الجيد، وبنية مراحل النص، ثم الجودة في الإضاءة وجمالية في الرؤية الفنية.
وترشح لهذه الجائزة خمسة عروض، وهي “شا طار” تأليف سعيد ابرنوص، واخراج امين ناصور، و”بريندا” تأليف وإخراج أحمد أمين الساهل من المغرب، ثم “خلاف” تأليف و‘خراج مهند هادي من العراق، و”الروبة” من تونس تأليف وإخراج حمادي الوهايبي، ثم “رحل النهار”.
وجاء في تقرير اللجنة، أن أعضاء اللجنة استمتعوا بزخم كبير من العروض العربية الممتع، والتي تكشف الراهن في العالم العربي، ضمن عملية شاقة لاختيار الأفضل والأجود.
وأشادت اللجنة في تقريرها وتوصياتها، بكل العروض التي قدمت خارج المسابقة، وأيضا برؤى كل العروض الإبداعية التي تطرح السؤال والسكوت عنه، فضلا عن الإشادة بعنصر أداء الممثلين، ما يبرز أن المسرح العربي يتوفر على مشخصين هائلين وقدرات كبيرة.
كما طالبت اللجنة، بفتح نوافذ على المسرح الغربي من أجل الحضور والمشاركة، بهدف الاحتكاك وتبادل التجارب والخبرات، مشددة على ضرورة اختيار العروض باللغة العربية وليس باللهجات المحلية.
وسجلت في توصياتها، وجود رؤى تشاؤمية، وتفشي اعتماد السرد لطرح القضايا، داعية إلى ضرورة العناية بالإضاءة، ومقترحة ان يكون مستقبلا ضمن لجنة التحكيم عنصر من الشباب.
وخلال الإعلان عن فوز المسرحية المتوجة، عمت فرحة كبرى لفريق المسرحية بمسرح محمد السادس، حيث صعد كل الفريق إلى خشبة المسرح، حيث تسلم المخرج محمد العامري الجائزة، في أجواء احتفالية رائعة، من يد الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الأستاذ إسماعيل عبد الله وصاحب السمو الشيخ عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بامارة الشارقة والكاتب الكاتب لوزارة الثقافة المغربية.
كما تم بالمناسبة تتويج الباحث المغربي عادل محمد القريب بالمرتبة الأولى في المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي، فضلا عن الباحثتين مروة وهدان وأسماء بسام من مصر، واللتين حلتا في المرتبة الثانية والثالثة.
كما توج مهرجان المسرح العربي الباحث المغربي عادل محمد القريب بالمرتبة الأولى في المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي، فيما حلّت في المرتبتين الثانية والثالثة على التوالي الباحثتان المصريتان مروة وهدان وأسماء بسام، مع تكريم الفرق المسرحية المشاركة في الدورة، داخل وخارج المسابقة الرسمية، وعددها 15 فرقة.
وبالمناسبة أعرب مخرج المسرحية محمد العامري، في تصريح بالمناسبة عن سعادته الغامرة بهذا التتويج، الذي وصفه ب”المستحق”، خاصة ان فريق العمل، اشتغل ليل نهار، وبعزيمة قوية، من أجل تحقيق أفق انتظار الجمهور.
وشكر العامري كل القائمين على هذا العرض لما بذلوه من جهود كبيرة وجبارة، وحرصهم على إنجاز عمل في مستوى تطلعات المتلقي، شكلا ومضمونا، مضيفا أن هذا الاستحقاق هو مسؤولية، للمضي قدما، وتحقيق الأفضل.
كما شكر مسرح الشارقة الوطني، والهيئة العربية للمسرح وكل الشركاء والمنظمين على هذا العرس المسرحي الرائع، الذي شكل محفلا عربيا لتكريم المسرح والمسرحيين واللقاء بالجمهور، وطرح ما يختلج المبدعين من أحاسيس وأحلام وتطلعات.
وشكلت المسرحية المتوجة توليفة إبداعية خالصة، برؤية شاعرية، مصاغة في قالب يستهوي المتلقي في مخلف المشاهد، وبالتالي استطاعت أن يؤسس لمنجز مسرحي كوني وإنساني، يكتنز بفيض من العلامات والمضامين “التي تبقى فينا كما يبقى الإبداع في ذواتنا، مهما رحل النهار، وحتى ان رحل عند الغسق، في موكبه الملكي الجميل، سيطل ضوء هذه المسرحية متوهجا في أفق التمني باعثا للعالم خيوط الأمل، وعبرها تتوقد روح الحياة.
وكانت هذه التظاهرة التي نظمتها الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وعدد من الشركاء، قد كرمت في الافتتاح عشرة فنانين من المغرب، وهم، نزهة الركراكي وفاطمة الغالية الشرادي ومليكة العمري وعبد الرزاق البدوي ومحمد التسولي ومصطفى الزعري وعبد الإله عاجل ومحمد الجم ومحمد بلهيسي ومصطفى الداسوكين، إضافة إلى تكريم خاص لوزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد. (النهاية) م ص