ملتقى بوكماخ الأدبي في دورته الأولى بخريبكة

ملتقى بوكماخ الأدبي في دورته الأولى بخريبكة

.شملتقى بوكماخ الأدبي في دورته الأولى بخريبكة

 

في سابقة من نوعها، و احتفاء بقامة من القامات المغربية، الذي كرس حياته للمدرسة المغربية، حيث أغنى المقررات المدرسية المغربية إبان فترة الاستقلال، بما أصبح يعرف بكتاب ” إقرأ” وبعدها كتاب” الفصحى”، وغير ذلك من المقررات الرائعة التي قرأت فيها أجيال الستينات والسبعينات، وحتى جيل التمانينات من القرن الماضي، إنه الراحل أحمد بوكماخ، حيث خصصت جمعية أصدقاء المكتبة الوسائطية ابن خلدون، بدعم من وزارة الثقافة والجماعة الحضرية بخريبكة، الدورة الأولى لهذا الرجل بقاعة المكتبة الوسائطية ابن خلدون،أيام 29-30 من شهر دجنبر 2022…
وقد عرف حفل الافتتاح، زيارة للمعرض التشكيلي ببهو المكتبة، للفنان إدريس النيبة، وبعد ذلك ألقى رئيس الجمعية، طريف صالح، كلمة ترحيبية بالحضور، معلنا عن افتتاح الملتقى، مؤكدا على أهميته الثقافية والتربوية والتعليمية في حياة أجيال بأكملها…
بعد ذلك تناول الكلمة، الروائي والإعلامي، عبدالرحمان مسحت،حيث برز قيمة الراحل احمد بوكماخ، في مجالات، التربية والتعليم والثقافة بشكل عام، وبأن تنظيم ملتقى بوكماخ الأدبي،يروم إعادة الإعتبار لأحمد بوكماخ، وتسليط الضوء على مساره، الحياتي والثقافي بشكل عام…
وخلال حفل الافتتاح، تم أيضا عرض شريط وثائقي، يؤرخ لحياته ومساره ، وتم في الوقت نفسه، تكريم أحد أقدم الكتبيين بخريبكة، الأستاذ امحمد نشيط،الذي كان ولايزال،يدير أكبر مكتبة بالإقليم، مكتبة العامريات، وحضر المكرم رفقة إخوته وعائلته الصغيرة، و أصدقائه المقربين والأستاذة وكل من نهل من مكتبته الكبيرة.. واعرب المكرم عن سعادته بهذا التكريم وقد أهداه لعائلته وأصدقائه…
وفي شهادته، أكد الأستاذ، عربان الصديق،عن قيمة المكرم الذي أسدى خدمات جليلة للأجيال بأكملها، موفرا الكتاب في زمن نذرته وقلته، بأثمنة مناسبة وحسب إمكانيات القارئ….
وفي جلسة الشهادات والارتسامات في حق الراحل أحمد بوكماخ، والتي سير فقراتها،الروائي والقاص،عبدالواحد كفيح،وشارك فيها كل من، الروائي والشاعر، عبدالكريم معاش، والمهم بالشأن التربوي والتعليمي، الأستاذ، الصديق عربان، والقاص والمسرح، إدريس الطلبي، والمهم بالشأن التربوي والسينمائي، مراد بتيل، والإعلامي والكاتب، جابير مجاهد..
كل التدخلات لامست مسار الراحل أحمد بوكماخ، التربوي والتعليمي، ومساهماته المهمة في المقررات الدراسية، بكتب قيمة( إقرأ والفصحى) ، وغير ذلك من الكتب التي أدرجت في مقررات وزارة التربية والتعليم، سواء داخل المغرب أو خارجه، والآثار التي خلفتها كل تلك الكتب القيمة على أجيال بأكملها، و المطالبة بإعادة الإعتبار لهذا الرجل ووضع دراسات من قبل الباحثين والدار سين، لمعرفة أسرار وقيمة تلك النصوص الجميلة..
وفي السياق نفسه، كان الأطفال، في صبيحة غد الجمعة، على موعد مع الفنان إدريس النيبة، الذي قدم عروضا فنية إستأثرت بقل الأطفال الذين تجاوبوا معه لمدة ساعتين تقريبا، مع تنشيط مميز للفنان الحسين ميسخون الذي شارك الأطفال متعتهم وفرحهم..
وفي المساء من يوم الجمعة، كان عشاق أحمد بوكماخ مع ندوة فكرية، حول مسار ه الثقافي والفكري والبيداغوجي.. الذي سير فقراته ، الروائي عبدالكريم معاش، وشارك فيه الدكاترة، الشرقي النصراوي، وهو أستاذ جامعي، وباحث ومهتم، وعزيز ضويو، وهو أستاذ أكاديمي، باحث وكاتب، وقد انصبت مداخلاتهما، حول مسار الراحل احمد بوكماخ،من وجهة فكرية وبيداخوجية وثقافية.. وأهمية تلك النصوص التي انتقاها الراحل من مصادر عربية وغربية، وكان ناجحا في هذا الانتقاء الرائع، وتلك الترجمة الدقيقة والمميزة، لكتاب من لبنان ومصر والمغرب وكل الأقطار العربية، ونصوص أخرى من بلدان غربية مختلفة.. وتمت قراءة بعض النصوص، سيميائيا، من طرف الدكتور النصراوي، و قراءات ثقافية وجمالية وتربوية، من قبل الدكتور عزيز ضويو..


وبالمناسبة، قرأ الروائي عبدالرحمان مسحت،ورقة ثقافية لرئيس اتحاد كتاب المغرب، عبدالرحيم العلام،بعد تعذر الحضور لأسباب لها علاقة بترتيبات مؤتمر اتحاد كتاب المغرب،المزمع تنظيمه بمدينة العيون.. والتي تطرقت إلى مسار الراحل، وأنه يستحق أن يلقب بالمعلم الأول، مثلما لقب الفيلسوف اليوناني، ارسطو بلقب المعلم الأول.. مشيرا إلى أنه لم ينل ما يستحقه من اهتمام من قبل الجهات المعنية، نظرا لما قدمه من خدمات ومساهمات قيمة، لمجال التعليم والتربية، تحديدا..


ويذكر، أن الفنان حسن قصبار، العازف على القيثارة، نشط فقرات اليوم الأول من الملتقى، وتخللت فقراته أيضا،مقطوعات غنائية لمجموعة ” الأصيل” برئاسة الفنان،سعيد الزيتوني.. ونشط الفقرات الفنية الفنان الحسين ميسخون،وتدخلات للحضور نبشت في ذاكرة الزمن الجميل، قصصا وشعرا وحكايات مختلفة..
ورفع الملتقى خلال اختتام فعالياته، توصيات إلى الجهات المعنية، بطلب إعادة الإعتبار لهذا الرجل الذي عاش في الظل، وإطلاق اسمه على بعض المؤسسات التعليمية والشوارع والفضاءات الثقافية،و إحداث مركز ثقافي يحمل اسمه ومقتنياته وكتبه وكل ما يتعلق به… إكراما له ولما أسداه من خدمات للمدرسة، تربويا وتعليميا وبيداخوجيا وثقافيا….

 

عبد الرحمان مسحت

Related posts