أقلام واراء
السعيد شنيك (أستاذ وفاعل جمعوي)، بمدينة خريبكة، كان لاعبا رائعا لكرة القدم، ومحبا للوصيكا، في الحوار، قال بانه بعد التقاعد، سيتفرغ للسفر والكتابة، والاجتهاد في العبادة وتشجيع الفريق الأخضر… التقيانه فكان هذا الحوار..
كيف استقبلتم شهر رمضان، الذي يهم بالرحيل؟
أستقبلت شهر رمضان الفضيل في لهفة واشتياق، مستبشرا بمقدمه، مترقبا هلاله، فهلاله ليس كبقية الأهلة، هلال خير وبركة، وأيامه ليست كبقية الأيام، ولياليه ليست كبقية الليالي، يبتهج قلبي لقدومه، وتشتاق روحي لنفحاته، شهر طالت غيبته له في النفس شوق، فهو طريق الجنة، أجوره مضاعفة، وأعماله مباركة. أستقبل رمضان وليس في قلبي مثقال ذرة حقد على أحد، أجدد النية والعزم فيه من أوائل أيامه حتى أكون لله أقرب بالاجتهاد في عبادته.
هل لديكم بعض الطقوس خلال هذا الشهر الكريم؟
طقوسي الرمضانية هي طقوس أي مسلم عربي، خصوصا فيما يتعلق بالعبادات والاجتهاد فيها أكثر، علما أن رمضان بالنسبة لي أتعامل معه ليس كونه شهر صيام وقيام وقرآن وتصدق فحسب، بل هو عيد يمتد لجميع أيام ذات الشهر منذ استهلال هلاله وحتى وداعه مع استحضار صلة الرحم مع الأقارب، وتبادل الزيارات مع بعضهم، وإن كانت هذه الطقوس قد انتقص منها الكثير في السنتين الأخيرتين بفعل جائحة كورونا وما صاحبها من حظر التجوال بعد وجبة الإفطار، هذا الحظر الصحي الذي فرضته حالة الطوارئ كعملية احترازية ووقائية للتقليل من تزايد حالات الإصابة بوباء كوفيد 19
هل لديكم برنامج يومي محدد؟
تحديدا ليس هناك برنامج محدد، فالعمل يبقى من أولى الأولويات، وبعد نهاية العمل وأخذ قسط من الراحة، أقوم بالإستماع أو قراءة ما تيسر من سور قرآنية، أيضا ممارسة رياضة خفيفة لا تتطلب مجهودا كبيرا خلال فترة الصيام، لأن الجسم يكون في حالة من الجفاف ونسبة السكري في أقل مستوياتها، دون نسيان تفصح مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة جديد الأخبار
ما لذي تغير بين رمضان الأمس ورمضان اليوم؟
رمضان الأمس كانت تضيق فيه المساجد بالمصلين في صلاة العشاء والتراويح لأداء الشعيرة الدينية، ليتفرق الجمع بعدئذ بين من يعود إلى بيته ليعيش أجواء أسرية خاصة، ومن يقصد المقاهي التي تنتقل ذروة نشاطها إلى الليل في سهر ممتد إلى وقت ما قبل السحور، تتناسل حول طاولاتها نقاشات السياسة والرياضة وأحوال المجتمع أو تحتدم على رقعتها مباريات لعب الورق.
رمضان الأمس شاهد على ازدهار مشاريع الخير والإنفاق على الفئات المحتاجة والإسراع إلى صلة الرحم والإطعام من خلال موائد الرحمن التي كانت تزخر بأطايب الطعام طيلة أيام الشهر الفضيل. رمضان اليوم عرف تراجعا ملحوظاً في تنفيذ هذه الطقوس والعادات بسبب الحظر الصحي الذي فرضته جائحة كورونا منذ سنتين.
تمارسون بعض الهوايات الرياضية؟
بحكم تواجد مقر عملي بعيدا عن منزلي، فانني أفضل الالتحاق بعملي مشيا على الأقدام ذهابا وإيابا، لمزاولة رياضة المشي المفضلة لدي. وفي المساء قبيل الإفطار أقوم ببعض التمارين الرياضية الخفيفة غير الشاقة التي تتطلب مجهودا كبيرا خلال فترة الصيام، لأن الجسم في وقت الصوم لا يستطيع العمل بكامل قوته.
علاقة رمضان بالإبداع بشكل عام؟
خلال شهر رمضان هناك من المبدعين من يركن إلى الراحة والكسل ويتأثر إبداعهم سلبا، والبعض الآخر يزدهر وينمو عندهم الإبداع لما لهذا الشهر من روحانيات تنعش الإبداع، فشهر رمضان له خصوصية دينية تحديدا، وهناك من يجزم أن جل إبداعاته ولدت في شهر رمضان.
هل تتابعون برامج التلفزيون؟
أكيد بالموازاة مع تأدية الشعائر الدينية الرمضانية، أحبذ متابعة جديد الإنتاجات الفنية المغربية على القنوات الوطنية كمسلسل بنات العساس لمخرجه ادريس الروخ وإنتاج خالد النقري والذي يذاع على شاشة القناة الأولى مسجلا أعلى نسبة للمشاهدة في اعتقادي
كتاب قرأته أو فيلم شاهدته في هذا الشهر؟
بحكم العمل والاهتمام أكثر بتأدية العبادات في هذا الشهر الفضيل، لا وجود لحيز زمني للقراءة. آخر فيلم شاهدته خلال هذا الشهر المبارك هو فيلم خالد بن الوليد من إنتاج السنيما المصرية سنة 1958للمخرج حسين صدقي، مدته 142 دقيقة.
تطلعاتكم للمستقبل؟
بعد شهرين سأحال إن شاء الله على التقاعد بحد السن، أتطلع للمستقبل بتفاؤل وتوقع الخير حتى في أصعب وأحلك الأحوال فلا يأس مع الحياة. سأتفرغ إن شاء الله للاجتهاد أكثر في العبادات، والأسفار وتسجيل حضوري في الأنشطة الجمعوية بمدينتي، كما تشجيع فريقي المفضل أولمبيك خريبكة. والتفرغ لكتابة مقالات اجتماعية
كلمة ختامية: في ختام هذه النافذة الرمضانية أتقدم بخالص تشكراتي الجزيلة للعين بريس بكل مكوناتها على هذه الاستضافة. نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال في هذا الشهر الكريم الذي يسرع في خطاه التي أتت على شوق وتمضي على عجل(النهاية) م ص