مهرجان يرسخ لثقافة العيش السينمائي المشترك في بعده الوطني والإفريقي والدولي والجمالي
تتواصل هنا اليوم فعاليات الدورة ال22 للمهرجان، والتي تقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من 28 ماي المنصرم، والى غاية الرابع من شهر يونيو الجاري، وذلك ببرمجة خصبة ومتنوعة يقبل عليها الجمهور المتعطش للسينما.
وتميزت الدورة بانطلاقة قوية من المركب الثقافي للمدينة، وذلك بحضور وفد رفيع المستوى، فضلا عن جمهورعريض، حيث شكلت احتفالية رفع الستار، مناسبة لإبراز فيض من القيم الجمالية والتراثية والسينمائية التي تميز هذا الكرنفال السينمائي الإفريقي العريق.
بالإضافة الى لحظة التكريم، والتي شكلت فيها احتفالية الراجل نور الدين الصايل عراب السينما الافريقية، كان للافتتاح طابعا احتفاليا اخر، من خلال برمجة لوحات تراثية وافريقية، زاوجت بين الفرجة، وسحر الصورة، لتكون السينما، زاوية اخرى من زوايا المتعة البصرية والانتشاء الروحي.
وشكلت الندوة الرئيسة التي اقيمت بالخزانة الوسائطية التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، لحظة قوية لطرح الكثير من الإشكاليات التي تتمحور حول عملية الإنتاج السينمائي في القارة السمراء، ودورها في التنمية وخلق صناعة سينمائية محلية، فضلا عن المعيقات التي تحول دون تحقيق أحلام السينمائيين الأفارقة.
ورشات المهرجان المتنوعة، تشكل هي الأخرى مشتهلا حقيقيا لعشاق السينما من الشباب، للاستفادة، وربح رهان مهرجان يعطي ويفيد، لا مهرجان بدون اثر على الشباب، وهي الفقرة التي ينتظرها الكثير من عشاق السينما تمثيلا وإخراجا وتقانية.
وتتواصل الفعاليات بمزيد من عروض الأفلام التي تتنافس على جوائز المهرجان القيمة، كما ان الندوة التي ستقام بالسجن المحلي في علاقتها بافريقيا والمهاجرين الافارقة، تشكل نافدة أخرى على الانفتاح على عوالم وحساسيات جديدة، ليكون المهرجان قد رسخ لثقافة العيش السينمائي المشترك، بهدف توسيع الأنشطة، وثانيا تكريس تظاهرة فنية وابداعية في بعدها الوطني والإفريقي والدولي والجمالي والإبداعي.
المصطفى الصوفي