ريان سيبقى حيا في القلب والوجدان
ريَان…
أيا عطر الزيتون في رونق الجبال
واريج الزعتر في تل القبيلة
بمواسم طفولتها..
أيا سحر الشمال
وشوق الخزامى بزهرتها…
في ألق الربيع المقبل..
ورحيق الياسمين والريحان
ايَا ريَان…
عد إلينا كما كنت..
وكان الذي كان.
عد إلينا من غياهب الديجور
فالأم أعدت لك حساءك المفضل
والأب الحنون خبأ لك الحلوى في جيوب الدفء والمحبة
والجدة… اآآآآآه من حرقة الجدة… والجدات
تعالى إلينا، فستهديك فرحة بيض المحبة
وستذهب مع الأقران إلى السوق
تعرجون على سهوب المدى كالفراخ
تلاعبون الندى بأكف الحرية
ستشتري من هناك، كل ما لك يروق…ويروق
ريَان…
كان البارحة هنا يلهو…
كان تحت الظلال..
يلهو..يستريح، ويلهو تم يتأمل المدى
كأنما يرى ما لا نرى…
كان هنا ولم يعد كما كان…
ريَان…
اي قدر هذا الذي خطف ملاك الرحمة؟
الى غياهب الجب
بلا حب
ولا حنان …؟
أييييييييا ريان
هو أنينك في البعاد
يسافر في قلوبنا كالموسى
مدا فجزرا…
اه من جراح الفراق…ريان
عد إلينا
فصغار القبيلة
افرغوا لك الأرجوحة لتعب طويلا… كثيرا
هنا الأرجوحة فارغة تدليها الريح
هنا العصافير جامدة بلا حراك ولا شقشقة…
هنا مسارب المدرسة حزينة
بلا ضوضاء ولا شغب ولا طبشورة
هنا الفراااااغ
آآآآآآه
ما أقصى هذا الرحيل
وقسوة الليل الطويل
وهذا الأنين والبكاء والعويل
ريان…
عد إلينا
فصقيع الصباحات انقشع
والشمس تشع
في الاقاحي من أفق التمني
عد إلينا…
فكل المواقيت مشتاقة إليك
كل الأمكنة والأهالي… والأحبة والجيران
حتى الجدي الصغير والقطة والوراوير..
حتى صهوة الجحش الجميل..حتى الصبيان
ايا ريان…
قاوم.. تنفس.. لا تخف من ظلام الوحدة
هو الرحيم الرحمان يرعاك
فوق الأرض وتحت الأرض يرعاك… يرعاك
ريَان
ايها الطفل المعجزة.. ايها الانسان
أحييت فينا ضمير الأمة، بكل البقاع الدنيا
الكل يبكي بوجع، والكل ريان
اي بركات تكتنز بين عينيك يا صغيري؟
اي نور يضيئك في الجب؟
اي نور وجاه وصولجان؟
اي حنان؟
هذا الذي زرعته في النفوس
في كل مكان..
وأنت القصي هناك
في تل بعيد طواه النسيان
اي كرامات تصنع هذه المعجزات
لإخراجك من عمق المتاهات والظلمات
اي كلمات تليق بمقامك الآن
أي كلمات.. أي شوق.. أي حنان؟
ريان..
يا عطر الكون بشموخ أدميتنا..
نم قرير العين ولا تخف…
فسلاما.. ووداعا…
فستبقى حيا في القلب والوجدان
المصطفى الصوفي