مصطفى الصوفي
تُعدّ معصرة اناس للزيتون الحديثة بضواحي مدينة وادي زم، على طريق الرباط باتجاه اثنين بني خيران، قرب مدخل جماعة الكفاف، من أبرز الوحدات الإنتاجية لزيت الزيتون الحديثة بإقليم خريبكة، بفضل ما تتوفر عليه من إمكانات وتقنيات حديثة تجعل منها نموذجًا يُحتذى به على صعيد المنطقة، سواء من حيث جودة الإنتاج أو الخدمات المقدمة للفلاحين.

ويُشرف على هذه الوحدة الإنتاجية الشاب أناس لكريمي، الذي أثبت أنه نموذج للشباب الطموح والمتحمس، إذ انخرط بثقة ومسؤولية في هذا المشروع التنموي داخل الإقليم، مما يجعله مثالًا للشباب المكافح الساعي إلى النجاح.

وقد استطاع، أناس لكريمي بفضل تجربته وحيويته وروح المبادرة لديه، وتعامله الطيب وعلاقته الجيدة مع محيطه، أن يمنح للمشروع دينامية خاصة، بعدما وفر عشرات مناصب الشغل الموسمية، مما يجعله أهلًا لكل اهتمام ودعم وتشجيع.

وتقع المعصرة على الطريق الجهوية الرابطة بين واد زم والرباط، عند مدخل جماعة الكفاف، على بعد 10 كيلومترات من مدينة واد زم، وهو موقع استراتيجي يسهل استقبال الزبناء من مختلف المناطق.
ويُعد هذا الموقع محطة مثالية لتقديم خدمات راقية وفعالة لمرتادي المعصرة، خاصة الوافدين من قبائل واد زم، الكفاف، أولاد إبراهيم، بئر مزوي وغيرهم، إضافة إلى الزبناء القادمين من خريبكة وبوجنيبة وباقي مناطق الإقليم وجهة بني ملال خنيفرة وخارج المنطقة.

وتتميز المعصرة بتوفرها على آليات عصرية وتقنيات حديثة تراعي معايير الجودة والنظافة، الأمر الذي يضمن للزبناء خدمات تتماشى مع تطلعاتهم، خصوصًا خلال هذا الموسم الذي يعرف وفرة في محصول الزيتون. كما تشتغل فرق العمل على مدار 24 ساعة دون توقف، لضمان الحفاظ على طراوة الزيتون وجودته، وتسريع عملية العصر بما يرضي جميع الفلاحين.
وفي تصريح لأحد مستخدمي المعصرة، أكد أن العمل في المعصرة، يتم في ظروف احترافية، بدءًا من استقبال الزيتون وتنقيته، مرورًا بعملية الطحن والاستخراج وفق أحدث التقنيات، وصولًا إلى الحصول على زيت نقي وعالي الجودة، يعكس الخبرة والتفاني لدى الفريق المشرف.

وتبرز معصرة اناس اليوم كقيمة مضافة حقيقية للمنطقة، فهي لا تقدّم فقط زيتًا عالي الجودة بأسعار مناسبة وخدمات متكاملة، بل تسهم أيضًا في الرفع من جودة المنتوج وتحسين سلسلة الإنتاج عبر اعتماد تقنيات حديثة تراعي معايير النظافة والسلامة. كما تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على البيئة من خلال معالجة المخلفات بشكل مسؤول، فضلًا عن توفير فرص عمل موسمية تُعين عشرات الأسر. وبالتزامها بإرضاء الزبناء وخدمة الفلاحين من مختلف المناطق، أصبحت المعصرة نموذجًا ناجحًا للاقتصاد الاجتماعي ومحركًا فعّالًا للتنمية المحلية، يعكس روح المبادرة والجدية التي تميز مسارها.












