تواصلت، اليوم الجمعة 7 نونبر 2025، فعاليات الحفل الوطني، الذي تنظمه جمعية بسمة أمل للأشخاص في وضعية إعاقة بأولاد عياد، إقليم الفقيه بن صالح، احتفاءً بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، والذكرى السبعين لعيد الاستقلال المجيد، تحت شعار: “50 عامًا من المجد والعزة”، على مدى ثلاثة أيام.

يأتي تنظيم هذا الحدث المهم، بشراكة وتعاون مع عدد من الفاعلين والمؤسسات الثقافية والاجتماعية، وسط حضور وازن لمشاركين من داخل المغرب وخارجه، من دول مثل هولندا وبلجيكا وبريطانيا، دعمًا للعمل الإنساني والتطوعي لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة.

وشهد اليوم الثاني من الاحتفالية، التي أدار فقراتها باحترافية الإعلامي محمد خجلي، تنظيم ندوة علمية تحت عنوان “تعزيز الوعي المجتمعي بقضايا ذوي الإعاقة”، بدار الثقافة بأولاد عياد، بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين، من بينهم الدكتور بوشعيب المسعودي، والأستاذ عبد القادر الخراز، والدكتورة عزيزة خرازي، والاستاذ محمد أزماون.

وأكد الدكتور المسعودي في مداخلته على أهمية عقد هذه الندوة في سياق وطني مفعم بالاعتزاز، يتزامن مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء والذكرى السبعين لعيد الاستقلال، ومع النجاح الدبلوماسي الكبير للمملكة المغربية المتمثل في قرار الأمم المتحدة الأخير الداعم لمبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية المغربية، فضلًا عن القرار الملكي السامي القاضي بجعل يوم 31 أكتوبر عيدًا وطنيًا للوحدة.

وأوضح المسعودي أن قضية الإعاقة ليست عقلية أو جسدية فحسب، بل هي بالأساس قضية مجتمعية تتعلق بكيفية نظرة المجتمع إلى الآخر وتقديره له، مؤكدًا أن الأشخاص في وضعية إعاقة لا يحتاجون إلى الشفقة، بل إلى الاعتراف بقدراتهم وتمكينهم من حقوقهم.
وأضاف أن هذه الفئة لا تزال تواجه تحديات مرتبطة بالشغل والتنقل والولوج إلى الخدمات الأساسية، رغم الجهود المبذولة، مشيرًا إلى أن حوالي 7 في المائة من المغاربة يعانون من أشكال مختلفة من التهميش المتعلق بالإعاقة.

من جهتها، شددت الدكتورة عزيزة خرازي، على أن الإعاقة قضية إنسانية وحقوقية وليست إحسانية أو خيرية، مبرزة ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وضمان استفادة الأشخاص في وضعية إعاقة من مختلف الخدمات العمومية على قدم المساواة مع باقي المواطنين.
ودعت خرازي إلى الانتقال من النظرة النمطية القائمة على الشفقة إلى مقاربة قائمة على الاعتراف بالقدرات، مشيرة إلى أهمية إدماج قضايا الإعاقة في التعليم والإعلام والفضاء العمومي، مع تعزيز الولوجيات وتطبيق القوانين ذات الصلة ضمانًا للكرامة والمواطنة الكاملة.

بدوره، تناول الدكتور محمد أزماون البعد النفسي والاجتماعي في مقاربة الإعاقة، موضحًا أن الكثير من الصعوبات التي يواجهها الأشخاص في وضعية إعاقة تعود إلى تصورات المجتمع أكثر من الإعاقة ذاتها.
وأشار إلى أهمية البيئة الداعمة والدور المحوري للأسرة، مستعرضًا تجربته الميدانية مع جمعية بسمة أمل، وداعيًا إلى بناء وعي جماعي جديد يقوم على التقبل والاحترام، بعيدًا عن الصور الجاهزة والمفاهيم المغلوطة.

أما الأستاذ عبد القادر الخراز، فقد قدم شهادة مؤثرة حول تجربته الإنسانية في دعم ذوي الإعاقة، مستعرضًا تجربته في ألمانيا ضمن مشروع “حفر الآبار”، وأيضًا مع مشروع دار العجزة بمنطقة “الكاموني” ضواحي سلا، ومبادرته في القنيطرة، وكذا مشروع دار العجزة بخريبكة، مثمنًا العمل التطوعي الذي تقوده جمعية بسمة أمل برئاسة السيدة بشرى البصير.
ودعا الخراز المسؤولين المحليين بأولاد عياد إلى توفير مقر دائم للجمعية، بما يضمن استمرارية خدماتها لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدًا أن دعم مثل هذه المبادرات، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كفيل بإعطاء نفسٍ جديد لبرامج الإدماج الاجتماعي.

واختُتمت الندوة بعرض الفيلم السينمائي “أمل” من إخراج الدكتور بوشعيب المسعودي، وهو عمل فني إنساني يحمل رسائل عميقة تدعو إلى احترام الاختلاف والإيمان بقدرات الأشخاص في وضعية إعاقة.

كما شهدت المناسبة، التي تميزت في استهلالها بزيارة المعرض التشكيلي للفنانة هبة الله سليم، توقيع اتفاقية شراكة بين جمعية بسمة أمل والزاوية البصيرية ، تروم دعم برامج الجمعية وتعزيز مشاريعها الاجتماعية لفائدة هذه الفئة، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية، من ضمنهم باشا مدينة أولاد عياد، إلى جانب فعاليات مدنية وثقافية وإعلامية.
م الصوفي













