مرة أخرى، كتب المنتخب الوطني المغربي للاعبين المحليين اسمه بأحرف من ذهب في سجل كرة القدم الإفريقية، بعدما انتزع لقب بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين (شان 2024) من قلب نيروبي، إثر فوز مثير على مدغشقر بثلاثة أهداف لاثنين، في مباراة طبعتها الحماسة والإصرار حتى صافرة النهاية.
الصحافة الكينية لم تُخف إعجابها بهذا الإنجاز، معتبرة إياه أكثر من مجرد تتويج رياضي. صحيفة ذا ستار وصفت الأمر بـ”الإنجاز التاريخي”، مبرزة أن المغرب أصبح أول بلد يُحرز البطولة ثلاث مرات (2018، 2020، 2024)، فيما شددت ذا ستاندرد على أن هذا التتويج يرسخ تفوق كرة القدم المغربية التي باتت تُشكل نموذجاً قارياً في الاستثمار في المواهب والبنية التحتية. أما سيتيزن فقد توقفت عند الروح القتالية والعزيمة التي تحلّى بها الأسود، مؤكدة أن نجاحهم سيُلهم منتخبات القارة ويجعل المغرب “قاطرة كرة القدم الإفريقية”.
على المستطيل الأخضر، وقع يوسف مهري الهدف الأول (د27)، قبل أن يضيف أسامة المليوي هدفين (د44 ود80) أحدهما من تسديدة رائعة بعيدة المدى، ليحسم الانتصار رغم محاولات مدغشقر التي سجلت عبر مانتاسوا (د9) وتوكوندرايبي (د68).
لكن أهمية التتويج تتجاوز النتيجة الرقمية؛ فهو تجسيد لمسار استراتيجي انطلق منذ سنوات بتطوير مراكز التكوين، وتعزيز البنية التحتية الرياضية، وتمكين اللاعب المحلي من فضاءات التألق قارياً ودولياً. بهذا الإنجاز، يؤكد المغرب أنه لا يكتفي بالانتصار على أرضية الميدان، بل يرسم مساراً جديداً للكرة الإفريقية، عنوانه التخطيط والجدية والاستثمار في الإنسان.
لقد كتب أسود الأطلس صفحة جديدة في كتاب المجد، وتركوا في نيروبي بصمة لا تُمحى: المغرب ليس مجرد بطل للشان، بل بوصلة للكرة الإفريقية في طريقها نحو العالمية.












