اقلام واراء
جبير مجاهد:
احتضنت دار الثقافة بمدينة بوزنيقة، لقاء مفتوحا مع الفنان المقتدر هشام بهلول، يوم السبت 26 يوليوز 2025، بحضور عدد محبي السينما ومحبي الفنان هشام بهلول.
شهد هذا اللقاء الذي نظمته دار الثقافة بوزنيقة وأداره باقتدار المخرج السينمائي ومدير دار الثقافة بوزنيقة عبد الاله زيراط، ، حضور جمهور من مختلف الأعمار، الذين قدموا لملاقاة أحد أبرز الوجوه الفنية في المغرب، والمعروف بأدواره القوية، سوآء في الدراما التاريخية، أو الدراما الاجتماعية، وكذا بمسيرته الحافلة بالإبداع والعطاء.
انطلق هذا اللقاء بالتعرف على البدايات الأولى لولوج الفنان هشام بهلول عالم الفن، حيث كان مناسبة للتعرف على المسار الفني لهذا الفنان المتميز، الذي استهل حياته كرياضي متألق في رياضة المصارعة والصومبو وكذلك كرة القدم، غير أن الرياح دوما تجري بما لا تشتهي السفن، فتحول هشام من رياضي متميز إلى فنان مبدع أثار انتباه بعض مدرسيه الذين لمسوا فيه فنانا استثنائيا من خلال الأدوار التي لعبها ببعض المسرحيات سواء أثناء فترة دراسته الثانوية أو ضمن المسرح الجامعي، ما جعله يترك المجال الدراسي ويتجه نحو الساحة الفنية التي بصمتها بعطاءاته المتميزة.
من قلب التحدي يولد الفن …
لقد شكلت تلك الرغبة الجامحة لهشام من أجل ولوج عالم التمثيل دافعا قويا، نحو توجهه إلى المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، بعد تضيحيته بالسنة الأولى شعبة القانون، من أجل إقناع عائلته برغبته في ولوج المعهد، غير أن عدم قبوله ضمن عشرين مرشحا مقبولين و ستة آخرون في لائحة الانتظار، رغم حصوله على النقطة الأولى في التشخيص الذي كان قد قدم ترشحيه إلى المعهد بعد التأشير عليه، حيث أخبره أحد الأساتذة بالمعهد وهو الدكتور إيزدة الحاصل على الدكتوراه في التشخيص من أمريكا، والذي كان رئيسا لشعبة التشخيص، حيث أخبره بنقطته بعد أصابته بالصدمة لما سمع خبر رسوب هشام في الامتحان، بعد استغلال غياب الدكتور إيزدة عن المداولة.
لكن هذا الحدث سيتحول إلى تحد دفع هشام إلى العمل على اقتحام هذا المجال متسلحا بقوة الارادة وحب الفن، ليتحول إلى فنان ناجح، بل إلى رمز من رموز السينما المغربية بشكل خاص والسينما العربية بشكل عام، من خلال أعماله التي تثير إعجاب المخرجين والمنتجين بل والجمهور المتتبع.
وفي نفس الوقت عاد الفنان هشام إلى إتمام دراسته، حيث حصل على الاجازة في القانون الخاص، وبالموازاة مع ذلك مارس التمثيل في الأعمال الدولية بوارزازات وفي التلفزيون والمسرح الجامعي، كما أسس محترف ستانسلافسكي بكلية الحقوق التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
لقاء فني بنكهة تربوية
لقد شكل هذا اللقاء فرصة أمام الحاضرين، للتعرف عن قرب على الفنان هشام الذي تحدث بكل بصراحة وعفوية عن بداياته الفنية، والتحديات التي واجهها في مسيرته، مشددًا على أن النجاح لا يأتي صدفة، بل هو ثمرة المثابرة، الإيمان القوي والعمل الجاد.

كما تطرق بهلول إلى أهمية التعليم والثقافة في تشكيل شخصية الفنان، داعيًا الشباب إلى التمسك بقيم النزاهة وحب العطاء، والابتعاد عن التفاهة، والتركيز على بناء مشروع فني حقيقي يخدم قضايا المجتمع.
تفاعل شبابي مع فنان إنساني
تميز هذا اللقاء بتفاعل كبير من قبل الحضور، حيث طرح الحاضرون مجموعة من الأسئلة حول عالم التمثيل، وحول شخصية هشام ومدى تأثره ببعض الأحداث التي عاشها، وفي مقدمتها حادثة سير الخطيرة التي تعرض لها، والتي ما زادته إلا إيمانا بقضاء الله وقدره. كما تسألوا عن التحديات الأخلاقية والمهنية التي تعترض الفنان في حياته اليومية. ولم يتردد بهلول في مشاركة تجاربه الشخصية، مؤكدًا أن “كل تجربة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، تصقل الفنان وتعلمه شيئًا جديدًا”.
كما تدخل الفنان كريم دوليازال للحديث عن بعض الجوانب من شخصية الفنان هشام بهلول باعتباره أحد الأصدقاء المقربين له، مبرزا بعض الأعمال الفنية القادمة التي ستجمعهما.
وقبل اختتام هذا اللقاء الذي كان مناسبة لتعزيز الروابط بين الفنان والجمهور، وخاصة فئة الشباب التي تبحث عن الإلهام والنماذج الناجحة، والذي دام زهاء أربع ساعات، وعد الفنان هشام الجمهور الحاضر بالعودة إلى مدينة بوزنيقة التي أحبها كثيرا من أجل لقاء ثاني سيكون مناسبة لعرض أحد أعماله ومناقشتها، وقد ترك بصمة واضحة في نفوس الأطفال والشباب الحاضرين، الذين غادروا المكان وهم يحملون طاقة إيجابية، بعد أن التقطوا صورا تذكارية مع هذا الفنان الاستثنائي.












