OCP شريك فعال لإخصاب تربة مهرجان السينما الافريقية وإثمار المستقبل

ادارة التحرير28 يونيو 2025آخر تحديث :
OCP شريك فعال لإخصاب تربة مهرجان السينما الافريقية وإثمار المستقبل

 اقلام واراء

ذكريات من قاعة الأفراح إلى سكيلز ثم “الميدياتيك”..  

 

*المصطفى الصوفي

فيلم “حبيبة” لمخرجه حسن بنجلون، كعرض بانورامي، الذي عرض بقاعة الأفراح التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، ضمن فعاليات الدورة 25 لمهرجان السينما الافريقية، فيلم جميل يحمل أكثر من دلالة، هو فيلم الذكريات الجميلة جمع بين قلبين بريئين، التقيا في زمن الإغلاق، فنان يحب الموسيقي، وهو عبد الفتاح النكادي، وطالبته التي فقدت كل شيء بسبب كرونا، علاقة رقيقة، تصطدم بالعديد من الاكراهات، فتتولد عنها الكثير من المشاهد والقيم التي منحت للمتلقي فرجة رائعة.

الأجمل في هذا الحب، انه عرض في قاعة نحبها كثيرا، مفتوحة على افق المستقبل، نحمل لها في جوانحنا كل الود ومشاعر الوجدان الرقيقة، والذكريات العميقة، من منا لا يعشق هذا الفضاء ايام الزمن الجميل، أيام لوكس وميتيور، زمن لملم شتات المحيين والعشاق والحالمين، المعلقين في طابور طويل حبا في السينما.

قاعة الأفراح، التي تبقى سينمائية بامتياز، تشكل إحدى العلامات والرموز الباذخة، التي منحت للسينما الإفريقية وللمهرجان منذ انطلاقه سنة1977 كل هذا الألق الفاتن، الذي يتذكره الجمهور بفخر واعتزاز، وبكثير من المذاق الحلو، والذكريات في الفيلاج.

وبحديثنا عن قاعة الأفراح، نسير تحت ظلال الشجر، باتجاه مركز سكيلز، حيث تستظل فعاليات الدورة 25، بتنظيم فيض من الورشات للشباب، التي تهم التصوير والمونتاج والإخراج والسيناريو والصوت وغيره، ورشات تتوج بمنح شهادات التكوين، وهي أسمى اللحظات التي ينتظرها الشباب، في هذا الفضاء الذي يكرس روحه للشباب والجمعيات والمقاولات والتعاونيات، للتكوين والتاطير، مساهمة منه بشكل كبير في تعزيز التكوين الذاتي، والمهارات وتنمية المدارك لدى الشباب والأطفال وأجيال المستقبل.

وغير بعيد من مركز سكيلز، تقدم الخزانة الوسائطية التي تعتبر مفخرة المدينة والجهة والإقليم في المجال الثقافي والفني والتربوي والترفيهي والأكاديمي، خدمات جمة للمهرجان، حيث استضافت فيضا من الأنشطة الناجحة، خاصة منها الأنشطة السينمائية الموجهة للطفل، من خلال عرض الكثير من الأفلام، ما حول الخزانة إلى خلية فرشات للاستمتاع بسحر الصورة والقصص، وحديقة غناء ترفرف فيها تلك القلوب البريئة الجميلة، وينتعش فيها الصبايا، بفرحة سينمائية يحلو معها الحلم بالتحليق في سماء النجومية.

هكذا تعتبر مساندة المجمع الشريف للفوسفاط لهذه الدورة، بالإضافة إلى دعمها المادي، نموذجية ومثالية للغاية، حيث توفر هذه الفضاءات والخدمات، كأسمى وأرقى تعاون خلاق تحت إشراف مدير الفضاء الرجل الخدوم، الذي لا يكل ولا يمل، نشيط مثل نحلة، خفيف كالظل، السيد الحسين آيت إبراهيم، الذي يواصل تألقه في هذا المسعى بكل تميز ونكران الذات، والاشتغال بحماس في الظل، تكريسا لروح العمل الصادق، وقيم المنفعة العامة، وترسيخا لمبدأ العدالة الفنية والثقافية للجميع، ولمختلف فعاليات المجتمع المدني النشيطة، ليس في المدينة وحدها، بل في مختلف أنحاء الجهة والوطن ككل، فيا له من عمل حسن، يستحق كل تقدير.

تلك إذن هي صورة مصغرة، لهذا الحب الجارف، والقيم الوجدانية الرقيقة، والمبادرات الرائعة، التي يقدمها المجمع الشريف للفوسفاط، في عدد من المحطات، مساهمة قوية منه لإنجاح المهرجان، بمواكبة ومتابعة متواصلة ومبتكرة من مدير الموقع السيد عبد الكريم رمزي، الذي لا يذخر أي جهد لتوفير كل الإمكانيات، لإنجاح المهرجان، رفقة باقي فريق عمله، الذي يتجند بهذه المناسبة حتى تمر أجواء المهرجان في أحسن وارقي الظروف، فيا لما من مواكبة “رمزية” كريمة تستحق كل ثناء.

تلك إذن هي صورة حية، لمساهمات قيمة تنحت شريطها قاعة الأفراح ذات التاريخ الفني والسينمائي العريق،  ويؤطر مشاهدها مركز سكيلز مع جيل من الشباب الحالم بنجومية السماء والسينما، لتستقر تلك الأحلام والمبادرات الجميلة، في الخزانة الوسائطية، مع أطفال الجنة وهم سعداء، فرحون، يتطلعون بعيون كلها أمل الى المستقبل، مستقبل السينما والفن والثقافية في هذه المدينة، التي يواصل الحفاظ على تاريخها السينمائي المجمع الشريف للفوسفاط منذ السبعينات من القرن الماضي.

انه نموذج مميز من الصدق والوفاء بين المجمع الشريف للفوسفاط ومؤسسة مهرجان السينما الإفريقية، علاقة قوية وشراكة إستراتيجية جميلة، مبنية على تكريس الثقافة والفنون في خدمة التنمية، وتسويق صورة المغرب الرائع، صورة يستلهم سحرها ورونقها الكثير من الضيوف الأفارقة والأجانب، وهم منبهرين بهذا الصرح المغربي الثقافي والاقتصادي والتنموي المثالي، سواء داخل المدينة، او عبر خرجات سياحية إلى مناجم الفوسفاط بالضواحي.

شكرا للمجمع الشريف للفوسفاط، ومن خلاله للخزانة الوسائطية و(أكت فور كومينوتي خريبكة)، كشريك أساسي، وشريك مؤسس، على كل هذه الإسهامات القوية، والدعم المتفرد، كما لا ننسى أيضا إسهامات باقي الشركاء الآخرين وخاصة المركز السينمائي المغربي، والخطوط الملكية المغربية، ومديرية الجماعات المحلية بوزارة الداخلية وجماعة خريبكة، وغيرهم من الشركاء، إسهاما من الجميع، مؤسسات وقطاعات عمومية وخاصة وأفراد وإعلاميين مغاربة واجانب، ليبقى المجمع الشريف للفوسفاط، الأقوى، كسماد فني وثقافي فعال في إخصاب تربة هذا المهرجان كل عام، وإثمار المستقبل، بحلاوة التميز، من اجل السينما والثقافة والفنون، حتى يبقى الإبداع الخريبكي، شجرة مثمرة، حلوة المذاق ووارفة الظلال…

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة