هنا خريبكة/جهوي
“الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، دعامة أساسية للتمكين الاقتصادي لساكنة العالم القروي”
خريبكة ـ من المصطفى الصوفي 18 ـ 06 ت 2025 ـ (اح) ـ ـ ـ تتواصل اليوم والى غاية ال 22 من شهر يونيو 2025، فعاليات النسخة الرابعة من المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني بخريبكة، والتي كانت افتتحت الاحد الماضي، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
هذه التظاهرة الاجتماعية والاقتصادية المهمة، ينظمها مجلس جهة بني ملال-خنيفرة، بالشراكة مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، في افق جعل المقاولات وأصحاب الجمعيات والتعاونيات، يقدمون مختلف اشكال منتجاتهم المتنوعة للجمهور، فضلا عن البحث عن زبناء وأسواق جدد، والتعريف بما يقدمونه من اعمال على المستوى الاجتماعي والاقتصاد التضامني.
تتميز هذه الدورة، بمشاركة ازيد من 320 عارضا، يمثلون 170 من الجمعيات، التعاونيات، التي تقدم حرفا وخدمات ومنتجات متنوعة، وهو ما يساهم بشكل كبير، في خلق مزيد من الحوار والتواصل، وتبادل الخبرات والتجارب في بين العارضين، إضافة الى تحريك عجلة التجارة المحلية والجهوية، في هذا الصيف، سواء مع ساكنة المدينة والاقليم او الجهة، او مع الزائرين للمدينة.
وتشكل هذه الاحتفالية الجماعية، منصة جيدة، للتعاونيات ومختلف المهنيين والحرفيين، خاصة في المناطق النائية والقروية لبيع منتجاتهم اليدية، والتعريف بها، وكذا المساهمة في تعزيز الهوية الحرفية المحلية، وصيانة الذاكرة التراثية والفنية والثقافية، مع تعزيز الثقافة المطبخية المحلية، وتثمين مبادرات فعاليات المجتمع المدني، المدرة للدخل.
كما يبرز هذا المعرض المميز، مساهمة فعاليات المجتمع المدني الى جانب المؤسسات الحضانة والداعمة والمنظمة في الحد من البطلة وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، للعديد من الشباب والنساء والاسر، التي تعتمد على مدخول بيع تلك المنتجات، فضلا عن تطويرها والانفتاح على أسواق خارج الإقليم، والجهة، وايضا على أسواق اجنبية، ما يبرز قيمة واهمية هذه المبادرات التجارية.
وتتجلى من خلال هذه المعرض، اهمية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أبدعها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله سنة 2005، من اجل محاربة الفقر والهشاشة الاجتماعية، ما يوضح بجلاء العناية المولوية السامية بالفئات الهشة، والمناطق النائية والقروية، بهدف تحسين وضعها الاجتماعي والمالي والرفع من مستوى معيشتها بشكل كبير.
وتبرز الأهمية القصوى للرعاية المولوية السامية لهذا المعرض، والقيمة السامية الفضلى للاهتمام المولوي الشريف بفعاليات المجتمع المدني، من خلال دعم أنشطتها المدرة للدخل، وتحسين أوضاعها الاجتماعية، ما يجعل من هذه التظاهرة، مرآة حقيقية تعكس الروح الطيبة والرفيعة للعناية الكريمة لصاحب الجلالة اعزه الله، التي ترافق وتواكب مبادرات واعمال فعاليات المجتمع المدني في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وفي شتى المجالات التنموية الأخرى.
وتماشيا مع توجيهات صاحب الجلالة حفظه الله، نستحضر بالمناسبة، الأدوار الطلائعية الكبرى للمجتمع الشريف للفوسفاط (موقع خريبكة) واكت فور كومينوتي خريبكة، في هذا المجال، حيث انخرط وما يزال منخرطا بقوة، في هذا المسعى، وقام وما يزال يقوم بالكثير من المبادرات في هذا المجال، وذلك من خلال مواكبة ودعم وتكوين المقاولات والتعاونيات، وهي بادرة حميدة، تبرز قيمة المجتمع كمؤسسة مواطنة، قريبة دائما من نبض المجتمع، والمجتمع المدني، والشباب والمرأة خاصة في العالم القروي، من اجل الرفع من مستوى معيشتها، والتخفيف عنها من الفقر والحاجة.
وما يميز هذه التظاهرة، التي تقام تحت شعار “الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، دعامة أساسية للتمكين الاقتصادي لساكنة العالم القروي”، وفي إطار تخليد السنة الدولية للتعاونيات للعام الجاري، انها اقيمت على مساحة كافية لاستقبال الزوار، وفي ظروف جيدة، وتساعد العارضين على تسويق منتجاتهم وفق معايير أكثر احترافية.
وكانت الدورة قد افتتحت بحضور الكاتب العام لكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ووالي جهة بني ملال ـ خنيفرة، ورئيس مجلس الجهة، وعدد من الفاعلين، حيث يسعى المعرض، الذي يقام بعد نجاح دورات أخرى بكل من أزيلال وبني ملال وخنيفرة، ابراز الخصوصيات الاجتماعية والفلاحية ولاقتصادية والثقافية التي تزخر بها الجهة، وفتح المجال أمام العرضين لتسويق منتجاتهم المختلفة، التي تعد دعامة حقيقية لتعزيز النهوض بالقطاع الاقتصادي والتجاري الجهوي، ودعم الفئات الهشة، خاصة في المناطق الجبيلة والبدوية النائية والمهمشة.
وتبرز المشاركة القوية للعارضين بالمناسبة، المؤهلات التي تتوفر عليها الجهة في عدد من القطاعات، فضلا عن نشاط ودينامية فعاليات المجتمع المدني، حيث ان الجهة تتوفر على ما يقارب من4781 تعاونية، وتشمل 81 ألف و790 منخرطا، ومن بينها، توجد 543 خاصة بالنساء تشتغل بها نحو 4879 امرأة، وهذا دليل على نشاط المرأة في تلك المناطق، والدور الذي تعلبه المرأة في التنمية الجهوية الى جانب الرجل.
وكان حفل الافتتاح قد تميز بإلقاء كلمات قميه من قبل عدد من المسؤولين ابرزت أهمية هذا المعرض، الذي يقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة، فضلا عن الأدوار الطلائعية للجهة في المجال، والمكتسبات والمشاريع التي تحققت، كواحد من الخيارات لمحاربة الهشاشة والبطالة ودعم الفئات الهشة، من اجل تحقيق في التنمية المستدامة في الجهة، وتعزيز المقاربة التشاركية وادماج الشباب في سوق الشغل، وتحسين من إنتاجية المقاولات والتعاونيات، وتعزيز الاقتصادي الاجتماعي والتضامني بشكل عام.
كما يشكل المعرض، منصة مفتوحة لتعزيز التعاون والشراكات وتبادل الخبرات، وخلق احتفالية جماعية تجمع بين التجارة والفن والثقافة، وتثمين التراث المحلي والجهوي، عبر تنظيم أنشطة وفقرات ولقاءات مبتكرة، مع إعطاء قيمة اعتبارية للطفل، للاستمتاع والاقتراب من مكونات الهوية الوطنية ومؤهلات الجهة الطبيعية والفلاحية والتجارية والحرفية والتراثية، وذلك في فضاء انيق وجميل، منظم بشكل احترافي، يبرز الدور الذي لعبته اللجنة المنظمة والمشرفة على تهييئ الفضاء والتظاهرة برمتها، ما يحل من المعرض بوابة ساحرة لاكتشاف عالم انيق وجميل تتناسق فيه الألوان والاشكال، وتزهر فيه الابداعات اليدوية في شتى المجالات، وهو ما يضفي على المعرض بشكل عام، رونقا جذابا، ونجاحا اخر يضاف الى نجاحات المعارض السابقة التي تم تنظيمها.
ويأمل المتتبعون بالمناسبة، ان يكون هذا المعرض الجهوي، فاتحة خير، على المدينة والاقليم، وبابا مشرعا، للاهتمام أكثر بفعاليات المجتمع المدني، خاصة من خلال التفاعل والانصات والتجاوب، مع فيض من المشاريع والأنشطة والتظاهرات والمبادرات التي تنظمها في مجالات كثيرة، ثقافية وفنية ورياضة واجتماعية وغيرها، ما يحتم على مجلس جهة بني ملال خنيفرة، الاهتمام بها ودعمها اسوة بباقي المبادرات الأخرى في الجهة، تكريسا لروح المساواة وتكافئ الفرص، حيث ان خريبكة بمؤهلاتها وتاريخها، ودورها الأساسي في المنظومة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والرياضية وغيرها، عنصر قوي وفعال في المساهمة الرفيعة في تعزيز مزيد من المكتسبات التنموية.(النهاية) م ص