إدارة أزمة كوفيد19 وكارثة زلزال الحوز” موضوع أطروحة الدكتوراه للباحث عبد السلام لعريفي

ادارة التحرير5 يونيو 2025آخر تحديث :
إدارة أزمة كوفيد19 وكارثة زلزال الحوز” موضوع أطروحة الدكتوراه للباحث عبد السلام لعريفي

 

 

بتاريخ 06 يونيو 2025، جرت برحاب كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السوسي بالرباط، مناقشة أطروحة دكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية، تقدم بها الباحث عبدالسلام لعريفي، تحت عنوان: “إدارة الأزمات والكوارث بالمغرب بين التحديات والآفاق: -دراسة في إدارة أزمة كوفيد19 وكارثة زلزال الحوز نموذجاً-” تحت إشراف الدكتور رشيد بنعياش، أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق السوسي بالرباط. وتكونت لجنة المناقشة من:

د. عبد العزيز قراقي: أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية –السويسي رئيسا وعضوا

د.رشيد بنعياش: أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية -السويسي مشرفا وعضوا

د. عبد الحافظ ادمينو: أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية -السويسي مقررا وعضوا

دة. بثينة قروري: أستاذة مؤهلة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية -السويسي مقررة وعضوة

دة. جميلة العماري: أستاذة التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – طنجة مقررة وعضوة

أبرز الباحث في كلمته أمام اللجنة العلمية على أن الأزمات والكوارث أضحت من الظواهر التي تهدد استقرار المجتمعات البشرية على مختلف المستويات والأصعدة، باعتبارها أحداثا غير متوقعة، تؤدي إلى إحداث تغيرات جوهرية في بنية المجتمع وتؤثر على الأفراد، سواء كانت هذه التغيرات مادية أو اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية. بحيث يمكن أن تكون هذه الأزمات والكوارث ناجمة عن أسباب طبيعية، مثل الزلازل، الفيضانات، الأعاصير… وغيرها، كما يمكن أن تكون ناتجة عن تدخلات بشرية، مثل الحروب أو الحوادث الصناعية أو الأوبئة. وفي جميع الحالات، فإن الأزمات والكوارث، تؤثر بشكل بالغ على حياة الإنسان، وتستلزم استجابة فورية ومدروسة للتقليل من حجم تأثيراتها السلبية.

وتعد أزمة كوفيد-19 واحدة من أكبر الأزمات الصحية التي واجهها العالم في العصر الحديث، حيث أثرت على جميع جوانب الحياة البشرية، وشكلت بذلك اختبارا حقيقيا للإنسانية في قدرتها على التكيف والتعاون في مواجهة الأزمات الصحية، حيث أظهرت أن الابتكار؛ والتعاون؛ والمرونة يمكن أن تلعب أدوارا حاسمة في تجاوز التحديات الكبرى.

فقد كان للأزمة الصحية تأثيرات بالغة بالنسبة للمغرب على مختلف المستويات، حيث تأثرت الحياة اليومية للأفراد بشكل كبير، مما دفع السلطات إلى تكثيف جهودها لمواجهة الجائحة، من خلال تبني مجموعة من الإجراءات الاحترازية، في طليعتها إغلاق الحدود، وفرض الحجر الصحي، وفرض قيود على التنقل، واعتماد تدابير وقائية عديدة، فضلا عن توفير دعم اجتماعي واقتصادي للفئات المتضررة، بالإضافة إلى إطلاق حملة تلقيح واسعة بهدف الحد من انتشار الفيروس وتخفيف آثاره.

ومن جهة أخرى، شكلت الكارثة الطبيعية المتمثلة في الزلزال الذي شهدته منطقة الحوز ليلة الجمعة 8 شتنبر سنة 2023، واحدة من أعنف الكوارث التي ضربت المنطقة، حيث بلغت قوة الزلزال 6.8 درجات على مقياس ريشتر، حدد مركزها بجماعة “إغيل” بإقليم الحوز، مخلفا مقتل الآلاف من الأشخاص وتدمير العديد من المباني والمنشآت الحيوية، فضلا عن تأثر الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المناطق بأسرها، وتفاقم الوضع الإنساني بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لا سيما المساكن والطرق والمستشفيات والمدارس.

أهمية البحث:

إن أهمية البحث في موضوع الأطروحة حسب الباحث، تجد مبرراتها في ثلاث نقط أساسية:

أولا، يشكل البحث في هذا الموضوع، فرصة لتقييم فعالية استراتيجيات إدارة الأزمات والكوارث في المغرب، في ارتباطها بتدبير جائحة كوفيد 19 وزلزال الحوز، إذ يمكن أن يساعد ذلك في تحسين هذه الاستراتيجيات بشكل مستمر، من خلال التعرف على نقط القوة والضعف في الاستجابة لهذه الأزمات.

ثانيا، يساعد البحث في هذا الموضوع في فهم كيفية تأثير الأزمات والكوارث على المجتمع المغربي، لا سيما على المستويات الاجتماعية، الاقتصادية، والصحية. كما يساهم في تحليل دور تدخلات الفاعلين الرسميين، والمجتمع المدني والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في إدارة هذه الأزمات والكوارث والتخفيف من آثارها على الأفراد والمجتمعات.

ثالثا، يعتبر البحث في هذا الموضوع، ضرورة ملحة لتطوير سياسات أكثر فعالية للتعامل مع الأزمات والكوارث المستقبلية، فضلا عن تعزيز وعي المجتمع بأهمية هذا المجال، من خلال تعزيز مشاركته الفاعلة في جهود الحد من آثار الأزمات والكوارث في ظل تزايد المخاطر المتعلقة بالتغيرات المناخية والأوبئة والكوارث الطبيعية.

إشكالية الدراسة: تتجلى في “مدى فعالية وكفاءة الاستراتيجية الوطنية في مواجهة الأزمات والكوارث؟

التصميم المعتمد:

القسم الأول: الأسس النظرية والتنظيمية والمؤسساتية لإدارة الأزمات والكوارث

القسم الثاني: إدارة الأزمات والكوارث بالمغرب في ضوء دراسة كل من أزمة كوفيد19 وكارثة زلزال الحوز

تناول القسم الأول من الأطروحة، الأسس النظرية والتنظيمية والمؤسساتية لإدارة الأزمات والكوارث، وذلك لفهم هذا المجال في شكله النظري، باعتباره يقوم على عدة أسس ومقومات ويستند على قواعد وآليات مضبوطة، تتطلب من الدول اعتمادها في إطار مواجهتها للمخاطر والآثار الناجمة عن الأزمات والكوارث. فالدول التي تتبنى خطة واستراتيجية شاملة ومتكاملة في مجال إدارة الأزمات والكوارث، بإمكانها أن تتصدى لكل أزمة أو كارثة من شأنها التأثير عليها وعلى مجتمعاتها وأفرادها، في حين أن الدول التي لا تتوفر على استراتيجية في إدارة والأزمات والكوارث، غالبا ما تجد صعوبة وارتباك كبيرين في سبيل مواجهتها لكل حدث استثنائي مطروح، وبالتالي ينعكس ذلك سلبا عليها وعلى الحياة العامة داخل تلك الدولة.

تناول هذا القسم محورين أساسيين:

المحورالأول: من خلاله تم تسليط الضوء من جهة، على أهم الركائز النظرية لإدارة الأزمات والكوارث، من خلال توضيح ماهية كل من الأزمة والكارثة، من حيث التعريفات والخصائص والأبعاد، وكذا الأنواع والأسباب، فضلا عن أهم المراحل التي تمر منها الأزمات والكوارث. ومن جهة أخرى، تناول هذا المحور أهم القواعد النظرية في إدارة الأزمات والكوارث، من خلال تسليط الضوء على النظرية العامة في إدارة الأزمات والكوارث، وأهم القواعد المعتمدة في إطار المواجهة.

المحور الثاني من هذا القسم، تناول من جهة أولى، الإطار التشريعي والمؤسساتي لإدارة الأزمات والكوارث بالمغرب، من حيث تسليط الضوء على المحددات الدستورية والأسس التشريعية لإدارة الأزمات والكوارث بالمغرب، وكذا خطة العمل الوطنية لتدبير مخاطر الكوارث الطبيعية. ومن جهة ثانية تم التوقف عند مختلف أدوار الفاعلون الرسميون وغير الرسميون في إدارة الأزمات والكوارث بالمغرب.

أما القسم الثاني من الأطروحة، فتناول إدارة الأزمات والكوارث بالمغرب، في ضوء إدارة أزمة كوفيد-19 كأزمة صحية غير مسبوقة أثرت على مختلف مناحي الحياة، وكذا مواجهة كارثة الزلزال العنيف الذي ضرب منطقة الحوز، كنموذجين للدراسة، مع التوقف على أهم التحديات المطروحة في هذا الإطار، بهدف تطوير وتعزيز آليات وقواعد إدارة الأزمات والكوارث بالمغرب.

وعلى هذا الأساس، اهتم هذا القسم بمحورين أساسيين:

المحور الأول: سلط الضوء على استراتيجية المغرب المعتمدة في إطار إدارة أزمة كوفيد19 وكارثة زلزال منطقة الحوز، من خلال رصد أهم التدابير المتخذة ذات الطبيعة القانونية، والإجراءات المعتمدة ذات الارتباط بالجوانب الصحية، الاجتماعية، والاقتصادية، فضلا عن رصد أدوار مختلف الفاعلين الرسميين، وفي مقدمتهم الدور المحوري للمؤسسة الملكية في إدارة الأزمات والكوارث، فضلا عن أدوار الفاعلين غير الرسمين في هذا الإطار، ومن جهة أخرى، تم تسليط الضوء على التدابير المعتمدة في إطار تدبير زلزال منطقة الحوز، لا سيما برنامج إعادة إعمار وتأهيل المناطق المتضررة، وكذا إحداث وكالة تنمية الأطلس الكبير.

أما المحور الثاني: من هذا القسم، فتناول تحديات وآفاق إدارة الأزمات والكوارث بالمغرب، في ضوء نموذجي الدراسة، وذلك من خلال تسليط الضوء في المستوى الأول، على أبرز التحديات المرتبطة بالمجالات الاقتصادية والصحية والاجتماعية والنفسية، وكذا التحديات المرتبطة بمختلف الفاعليين والمتدخلين، لا سيما في إطار نظام الاستجابة للأزمات والكوارث الطبيعية وبمستويات الجاهزية والتدخل والتنسيق والرصد، فضلا عن التحديات المرتبطة بإعادة إعمار مناطق الزلزال. أما المستوى الثاني، سلط الضوء على أهم متطلبات تطوير قواعد وآليات إدارة الأزمات والكوارث بالمغرب، بالتركيز على أهمية إصلاح الإطار القانوني والمؤسساتي، وتطوير قدرات المجتمع المدني والإعلام في عملية إدارة الأزمات والكوارث بالمغرب، فضلا عن أهم الآليات المطلوبة لتطوير القطاعات الاجتماعية والاقتصادية وتعزيز آليات التعاون الدولي في هذا المجال.

 

الاستنتاجات المتوصل إليها:

أولا: أظهر المغرب، فيما يتعلق بتدبير أزمة كوفيد-19، منذ بداية الجائحة، استعدادًا نسبيًا للحد من انتشار الفيروس بفضل الإجراءات السريعة التي تم اتخاذها، مثل فرض الحجر الصحي، وإغلاق الحدود، وتنفيذ تدابير صحية ووقائية. كما أبانت هذه التجربة في مقابل ذلك، عن العديد من الثغرات والقصور، على المستويات التشريعية والتنظيمية، وفي استجابة المنظومة الصحية للأزمة، وكذا الارتباكات الحاصلة في بعض الأحيان لدى الفاعلين، لا سيما على مستوى التنسيق والتدخل.

ثانيا: في ما يتعلق بتدبير كارثة زلزال منطقة الحوز، فرغم الجهود المبذولة في هذا الإطار، لا سيما في جهود الإنقاذ والإغاثة، وكذا برنامج إعادة إعمار وتأهيل المناطق المتضررة، إلا أنه نتيجة لجسامة الكارثة، وبسبب هشاشة بعض هذه المناطق من حيث البنية التحتية، ووعورة التضاريس، أظهرت صعوبات في سبل الاستجابة السريعة، لا سيما على مستوى الوصول إلى بعض المناطق النائية بسبب انقطاع الطرق وتدمير المباني، فضلا عن صعوبات في إعادة الإعمار والبناء.

ثالثا: شكلتا الأزمة الصحية المرتبطة بكوفيد-19، وكارثة زلزال منطقة الحوز، تحديات كبيرة، وضعت منظومة إدارة الأزمات والكوارث المغربية في اختبار قاص. فرض استخلاص العديد من الدروس المهمة، من شأنها أن تعزز قدرة المغرب على مواجهة الأزمات والكوارث المستقبلية.

رابعا: إدارة الأزمات والكوارث من المواضيع الحيوية التي تستدعي اهتماما خاصا بالنسبة للمغرب، بالنظر للتحديات المتعددة التي يواجهها بفضل موقعه الجغرافي والتغيرات المناخية المرتبطة به، لا سيما في سياق ما يشهده من أزمات وكوارث كالزلازل، الفيضانات والأزمات الصحية وغيرها.

بعض النقط التي من شأنها تحسين وتطوير قواعد وآليات إدارة الأزمات والكوارث المستقبلية:

تعزيز التنسيق بين مختلف الفاعلين

تطوير المنظومة الصحية الوطنية

الاستثمار في البنية التحتية وتحديثها

تعزيز الوعي والتثقيف المجتمعي

تطوير خطط التأهب للطوارئ والإنذار المبكر

الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في إدارة الأزمات والكوارث

تنظيم وتطوير أنظمة التمويل للطوارئ

تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية

إعادة التأهيل

الميزة المحصل عليها: مشرف جدا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة