اقلام واراء
ساهمت المجموعات الغنائية المغربية، مثل “ناس الغيوان”، “جيل جيلالة”، و”لمشاهب”، في تشكيل ملامح موسيقية وثقافية راسخة في الذاكرة الجمعية للمغاربة، حيث مزجت هذه المجموعات بين التراث الشعبي المغربي، ومضامين سياسية واجتماعية تعكس انشغالات المواطن وهمومه اليومية. فبفضل روح الإبداع والانفتاح على التجارب العالمية، استطاعت هذه المجموعات أن تقدم نموذجاً فنياً تجاوز حدود التقليد إلى مرحلة التجديد والتأصيل.
لقد انطلقت هذه المجموعات من قناعات فنية ملتزمة، ساهمت في ترسيخ تقاليد موسيقية جديدة، حيث اعتمدت على أدوات بسيطة كالإيقاع والكلمة المعبرة، لكنها قوية في التأثير والحمولة الفكرية. وكان لموضوع الهوية والالتزام الوطني والبعد الإنساني حضورٌ بارز في أغانيهم، إذ عبّرت عن الوجدان المغربي، وتفاعلت مع التحولات الاجتماعية والسياسية التي عرفها المغرب خلال النصف الثاني من القرن العشرين.
وفي هذا السياق، شكلت الندوة المبرمجة في قاعة تواصل يوم الاحد 20 ابريل ما بين الساعة 11h و12h فرصة لتسليط الضوء على هذه التجربة الفريدة من نوعها، حيث تناول النقاش مسارات هذه المجموعات وتطورها، ومدى تأثيرها في الذوق العام. كما ناقشت الندوة الأسئلة المحورية المتعلقة بتأثير المجموعات الغنائية في تشكيل الوعي الجمعي، وارتباطها بقضايا الحرية والعدالة الاجتماعية.
شارك في هذه الندوة كل من حسن بحراوي، مبارك حنون، وحسن حبيبي، وهم من الأسماء التي واكبت عن كثب هذه التجربة، في حين تولى محمد الدرويش تسيير الجلسة، في صرامة معهودة لضيق الوقت لضمان نقاش غني ومثمر حول نصف قرن من الغناء المغربي الملتزم.
إنها لحظة تأمل في الزمن الفني، واستشراف لآفاق مستقبل الأغنية المغربية الملتزمة، التي كانت وما زالت صوت الشعب وضميره.
سليم لواحي