اقلام واراء
من بين فقرات برنامج حفل الإفتتاح الرسمي للدورة العاشرة لمهرجان واد نون السينمائي، الذي ستحتضنه قاعة الأنشطة بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بكلميم مساء الخميس 26 دجنبر الجاري ابتداء من الثامنة ليلا، فقرة التكريم التي سيتم خلالها الإحتفاء بالمدير الفني السابق للمهرجان الشاعر والناقد عبد الحق ميفراني والمخرج والممثل إدريس الروخ. فيما يلي ورقة مركزة تعرف بهذا الأخير:
سجل الممثل والمخرج إدريس الروخ، المزداد بمكناس يوم 5 يوليوز 1968، حضورا لافتا في السنوات الأخيرة على شاشات السينما والتلفزيون، وذلك بعد انطلاقته المسرحية منذ أكثر من ربع قرن. فقد تمكن في وقت قياسي، وبتدرج، من فرض إسمه في مجالات التشخيص والإخراج والتأليف والإقتباس وتنفيذ الإنتاج وغير ذلك من جوانب العملية الإبداعية في المسرح والسينما والتلفزيون. وبسبب هذا الحضور القوي حظي بالعديد من التكريمات في مختلف مهرجانات السينما وغيرها ببلادنا.
لقد عشق التشخيص منذ نعومة أظافره وتلقى تكوينا أكاديميا رصينا في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط (1990- 1993) وفي الكونسيرفاتوار الوطني العالي للفن الدرامي بباريس (1995-1996)، الشيء الذي صقل موهبته الفنية وفتح أمامه آفاقا واسعة لاحتراف مهن فنية متكاملة فيما بينها.
لم يقتصر إدريس الروخ في ممارسته للتشخيص والإخراج والتأليف والإقتباس وتنفيذ الإنتاج على المجال المسرحي فحسب، بل تجاوزه إلى مجالات السينما والتلفزيون، خصوصا بعد التجربة المعتبرة التي راكمها طيلة اشتغاله مع مخرجين مغاربة وأجانب، وبعد الورشات التكوينية التي استفاد منها بباريس وبالخصوص ورشة كتابة السيناريو من تأطير جاك دوايون، حيث اشتغل كممثل مع العديد من المخرجين السينمائيين المغاربة كمحمد اسماعيل (أوشتام– وبعد) وعبد الحي العراقي (401 دقة– جناح لهوى) وحسن بنجلون (أصدقاء الأمس– درب مولاي الشريف) ونور الدين لخماري (النظرة– كزانيكرا) وسعيد الناصري (عبدو عند الموحدين) وأحمد بولان (ملائكة الشيطان) وزكية الطاهري وزوجها (نامبر وان) ومحمد مفتكر (براق) ومحمد اليونسي (ألو 15– بن إكس) ومريم باكير (أكادير بومباي) وحميد بناني (الطفل الشيخ) … والأجانب كالأمريكي ستيفن جاجان (سيريانا) والمكسيكي أليخاندرو جونجاليس اناريتو(بابل) والأمريكي كافن هود (تسليم) والألماني مايكل دريهر (حياة مزدوجة لدانيال شور) وبول جرينجراس (منطقة خضراء) والفرنسي جان جاك أنو (ذهب أسود) والأمريكي شين كوليت (خونة) وغيرها، وشخص أدوارا مختلفة ومركبة أحيانا أظهرت جوانب من قدراته وإمكاناته التعبيرية بجسده وكلامه وحركاته وقسمات وجهه، حيث شاهدناه في أدوار الشرير والسلطوي والعنيف، كما شاهدناه في أدوار المغلوب على أمره، وفي أدوار كوميدية وغيرها، سواء في الأفلام المغربية المختلفة التيمات أو في أفلام الحركة والمغامرات وغيرها التي صورت جزئيا أو كليا من طرف أجانب ببلادنا، وفي جل هذه الأدوار كان مقنعا بدرجات متفاوتة من عمل لآخر. فموهبته وجديته جعلتا العروض تنهال عليه من هنا وهناك، الشيء الذي أكسبه خبرة بالبلاتوهات وكواليس السينما والتلفزيون وآليات اشتغالهما، ولعل هذا ما جعله حاضرا أمام الكاميرا وخلفها في غالب الأحيان.
تجدر الإشارة إلى أن “عويشة” هي أول اقتباس مسرحي قام به الروخ، وأردفها بثمان مسرحيات في الفترة المتراوحة بين 1995 و2005. هذا بالإضافة إلى مسرحيات أخرى عديدة شارك فيها ممثلا أو مؤلفا أو مخرجا… وعلى المستويين التلفزيوني والسينمائي شارك الفنان إدريس الروخ، كممثل أو مخرج أو هما معا، في العديد من الأعمال (أفلام ومسلسلات وسيتكومات) يصعب علينا حصرها في هذه الورقة المركزة. ولهذا سنكتفي بالإشارة إلى أعماله السينمائية والتلفزيونية المغربية الأخيرة على سبيل المثال.
أخرج الروخ ثلاثة أفلام سينمائية روائية طويلة لحد الآن هي: “الوترة” (2024) و”كنبغيك طلقني” (2022) و”جرادة مالحة” (2021)… كما شارك كممثل في مجموعة من الأفلام السينمائية من بينها: “وحده الحب” (2024) لكمال كمال، “ضاضوس” (2023) لعبد الواحد مجاهد، “السلعة” (2022) لمحمد نصرات… أما أشهر أعماله التلفزيونية في السنوات الأخيرة فمنها مسلسلات: “جنين” (2024) من إخراجه (وتشخيصه أيضا)، “دار النسا” (2024) من إخراج سامية أقريو، “كاينة ظروف” (2023) و”بنات العساس” (2021) من إخراجه، “باب البحر” (2021) من إخراج شوقي العوفير، “ولاد المختار” (2020) من إخراج علي الطاهري وغيثة القصار…فهنيئا له بهذا التكريم الجديد في إطار أنشطة الدورة العاشرة لمهرجان واد نون السينمائي من 26 إلى 29 دجنبر 2024.
أحمد سيجلماسي