في إطار التحضير للمناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة المزمع عقدها في مدينة طنجة يومي 20 و21 دجنبر 2024 تحت الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، احتضن مقر ولاية جهة بني ملال خنيفرة يوم الاثنين 9 دجنبر 2024 لقاءً تحضيرياً مهماً جمع مختلف الفاعلين المحليين من منتخبين، مسؤولين، مؤسسات، هيئات، مجتمع مدني، ووسائل الإعلام.
يهدف اللقاء الذي تم تأطيره من قبل الكاتب العام للشؤون الجهوية ومدير عام المصالح بالجهة، إضافة إلى أساتذة مختصين من جامعة السلطان مولاي سليمان، الذين أغنوا النقاش بتوجهات علمية وحلول عملية، إلى مناقشة المواضيع المحورية للمناظرة الوطنية وتقديم توصيات تساهم في صياغة رؤية شاملة للجهوية المتقدمة.
شهد اللقاء حضورًا لافتًا من السيد محمد بنريباك، والي جهة بني ملال خنيفرة وعامل إقليم بني ملال، والسيد عادل بركات، رئيس مجلس جهة بني ملال خنيفرة، إلى جانب عدد من المنتخبين وممثلي الهيئات المدنية والإعلامية.
كما تميز اللقاء بمشاركة أكثر من 460 شخصًا من ممثلي الجماعات الترابية والمجالس الإقليمية، بالإضافة إلى المهتمين بالقطاعين العام والخاص، الذين تفاعلوا بشكل إيجابي مع محاور النقاش.
في كلمته الافتتاحية، أكد السيد الوالي على أن الجهوية المتقدمة تمثل مشروعًا استراتيجيًا يهدف إلى تحقيق العدالة المجالية وتمكين الجهات من لعب دور ريادي في التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن هذا الورش يعكس تطلعات الدولة لتعزيز اللامركزية وتمكين كل جهة من الاستفادة المثلى من مؤهلاتها وإمكانياتها. كما دعا جميع الأطراف المعنية إلى التنسيق والتعاون المشترك لإرساء قواعد تنمية جهوية حقيقية. من جانبه، تناول السيد عادل بركات، رئيس مجلس الجهة، في كلمته أهمية هذا اللقاء في تمكين جهة بني ملال خنيفرة من تقديم رؤاها وتطلعاتها، مؤكدًا على أن هذه المناظرة تشكل فرصة كبيرة للدفاع عن قضايا الجهة وطرح احتياجاتها التنموية.
كما شدد على ضرورة تفعيل الجهوية المتقدمة لتصبح أداة فعالة لتحقيق التوازن التنموي بين الجهات، متعهدًا بمواصلة العمل الدؤوب مع مختلف الشركاء لضمان النهوض بالجهة وتحقيق مكتسبات ملموسة للمواطنين.
بعد الكلمات الافتتاحية، قدم السيد إدريس أشبال، المدير العام لمصالح مجلس جهة بني ملال خنيفرة، عرضًا تأطيريًا تناول فيه النقاط الأساسية الستة التي ستُناقش خلال المناظرة الوطنية. تضمنت هذه المحاور: التحول الرقمي كرافعة لتسريع التنمية الجهوية، الاستثمار المنتج لتعزيز تنافسية الاقتصاديات الجهوية، تأمين التزود بالماء في ظل الإجهاد المائي، تطوير منظومة النقل والتنقل المستدام، تحديات تمويل البرامج التنموية الجهوية، ورهانات النهوض بجاذبية المجالات الجهوية.
تفاعل الحضور بشكل إيجابي مع محاور النقاش، حيث تمت مناقشة 31 مداخلة شفوية، منها 5 مداخلات نسائية، وتم التوصل إلى 7 مداخلات كتابية مليئة بالاقتراحات القيمة والتوصيات البنّاءة. وتميز اللقاء بمشاركة فعالة من المنتخبين وممثلي المجتمع المدني الذين عرضوا رؤاهم وتصوراتهم حول تحسين آليات تنفيذ السياسات الجهوية، مما أسفر عن توصيات عملية سيتم عرضها خلال المناظرة الوطنية المقبلة. كما تمت الإشارة إلى أهمية التنسيق بين جميع الأطراف المعنية لضمان التنفيذ الفعال للسياسات المستدامة.
تم تقديم أكثر من 100 اقتراح هدفها تعزيز جاذبية الجهة وتحفيز الاستثمار والتنمية المستدامة. تم التأكيد على ضرورة تمكين مجلس الجهة من الإمكانيات المالية والعدالة المجالية لضمان تنمية شاملة، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مجالات السياحة والصناعة، وخلق بيئة ملائمة لجذب الاستثمارات الموجهة للقطاعات الاستراتيجية. كما تم التطرق إلى أهمية تحديث الإطار القانوني لتمويل المشاريع الجهوية وتوفير آليات فعالة لضمان تمويل مستدام. وفيما يخص الموارد المائية، شددت اللجنة على ضرورة الإسراع في تنفيذ المشاريع المتعلقة بحفظ المياه والتكيف مع التغيرات المناخية، بالإضافة إلى أهمية تطوير منظومة النقل بما يتناسب مع احتياجات المناطق القروية والجبلية. وفي ظل التحول الرقمي المتسارع، تم التأكيد على ضرورة تأهيل البنيات التحتية الرقمية وتعزيز قدرات الجهات في تبني التقنيات الحديثة لتحقيق حكامة ترابية فعالة تواكب تطلعات الجهة نحو مستقبل مزدهر.
اختتم اللقاء بكلمة ختامية للسيد عادل بركات، رئيس مجلس جهة بني ملال خنيفرة، الذي أشاد بمستوى التفاعل والنقاشات الغنية التي أثمرت عنها الجلسات. وأكد على أن الجهوية المتقدمة هي الطريق الأمثل لتحقيق التنمية المتوازنة على مستوى الجهات، وأن مجلس الجهة سيواصل عمله بكل جدية من أجل تنفيذ هذه الرؤية، مع ضمان شراكة فعالة بين كافة المتدخلين من القطاع العام والخاص. كما دعا الجميع إلى العمل المشترك بروح المسؤولية من أجل تحقيق مشاريع تنموية تستجيب لتطلعات المواطنين في مختلف أقاليم الجهة. واختتمت الفعاليات بحفل شاي جمع الحضور في أجواء من التواصل والتفاعل البنّاء، معبرين عن استعدادهم للمساهمة الفعالة في إنجاح هذا الورش الوطني الكبير.
▪️هشام سكومة