الرباط: الفنانة والكاتبة لبابة لعلج تعرض فيضا من الأشعار واللوحات برواق ضفاف

الرباط: الفنانة والكاتبة لبابة لعلج تعرض فيضا من الأشعار واللوحات برواق ضفاف

توقيع ديوانها الشذري “شعر وتشكيل” على نبرات العود

 مصطفى الصوفي

تواصل الفنانة التشكيلية والكاتبة المغربية الفرنسية لُبابة لعلج معرضها الفردي برواق ضفاف بمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج بالرباط، تحت عنوان “الشعر والرسم”.

هذا المعرض، الذي افتتح في ال 14 من شهر نونبر 2024، ويستمر حتى 14 دجنبر، عرض تقديم قراءة شعرية على إيقاع وتريات عازف العود يوسف لوزة مع توقيع ديوانها الشذري “شعر وتشكيل” الذي قدم نسخته الفرنسية الإعلامي والكاتب أديب المشرفي والإعلامي والأديب سعيد عاهد، كما استهل نسخته العربية الشاعران والناقدان نور الدين ضرار وعمر العسري.

كما تميز استهلال المعرض، الذي قدم للجمهور، فيضا من اللوحات الموحية والشاعرية، بقراءات من معين المؤلف الجديد، لكل من المحتفى بها، فضلا عن الناقد النفي والجمالي والمترجم عبد الله الشيخ.

 

حول تجربتها الفنية، يقول الناقد والشاعر الدكتور عمر العسري، في قراءة تاملية بعنوان “الشعر واللوحة أو بلاغة التجاور”..تكتسي علاقة أوعلائق الكتابة والشعر على وجه التخصيص والتشكيل طابعا جماليا معقدا، ولا شك أن لهذا التعقيد عدة اعتبارات أبرزها أن الحديث عنهما يجب أن ينطلق من تصور يرى في العلاقة بعدا جماليا ورؤية متجددة تفتح أفقا ووعيا ومعرفة، وتسمح بالحديث عن المقروء كالحديث عن المرئي، من خلال بلورة رؤية شعرية جمالية للغة وللشكل، التي تقف عند الفاعلية الجمالية التي يشكل الفن التشكيلي أحد أبعادها.

في تاريخ الإبداع الغربي، خاصة في إطار العلاقة بين المكتوب والبصري، نقرأ قصائد ودواوين استثمر فيها الشعراء هذه العلاقة، ونذكر بول إلوار الذي استثمر علاقته الحميمية مع بيكاسو، شاغال، وسالفادور دالي، وأيضا تأثير دولاكروا على قصائد بودلير، حيث أقر هذا الأخير بقيمة العلاقة بين الفنين في كراسته الموسومة “ورقات نقدية”.

هناك تجربة في الشعر العربي الحديث، هي تجربة أحمد عبد المعطي حجازي التي استثمر فيها كثيرا صلاته بالتشكيليين المصريين وغيرهم،  ويمكن أن تكون قصيدته “آيات من سورة اللون” التي أهدى مقاطعها الأولى للرسام سيف الوائلي والمقاطع الأخرى للرسام عدلي رزق الله ضمن ديوانه “كائنات مملكة الليل”، وديوان صلاح عبد الصبور “شجر الليل” مع الرسام يوسف فرنسيس  وغيرها من التجارب الكثيرة.

لقد استثمر الكاتب والشاعر البعد التشكيلي في المكتوب لتجديد العلاقة مع النص وإعطاء الشكل دلالة جوهرية سواء في نظام توزيع الكتابة أو في تشكيل معمارية القصيدة، مما ينم عن وعي بصري رائد اكتسبه الكاتب والشاعر من إدراكهما لأهمية العلاقة بين الشعري والتشكيلي ضمن سياق تعميق وتحديث الرؤية الشعرية فعليا.

من هنا، نجزم كون التشكيل ليس موضوعا خارجيا عن الكتابة والشعر، وإنما هو تجربة داخلية لا يستقيم النظر إليها وفيها إلا بتحويل مائها إلى بحيرات تتواشج مع الكلمة وتتضام، بل وتقود إلى النقطة ذاتها التي يقود إليها كل شكل من أشكال الرسم. 

يأتي هذا الكلام في ما يطرحه علينا كتاب “شعر وتشكيل، كتابات ولوحات” للكاتبة والشاعرة والتشكيلية المغربية لبابة لعلج من إشكال الكتابة عن اللوحة الفنية وتشكيلها في آن، فهو يتوجه إلى مبتغاه الغامض والمتشعب بخطاب تفاعلي يحتفظ بما يفصله عن الخطابات الأخرى. وبذلك يمكن اعتبار هذه التجربة الكتابية التفاعلية خبرة ذاتية متحققة في حيزين؛ الأول مقروء، والثاني مشاهد. وأيضا يمكن اعتبار هذا التحقق إشكالا مضاعفا، وجهه الأول يتكشف بما يفصله عن الخطابات الأخرى، والثاني في ما يعكسه من خبرة معرفية بصرية.

يتوجه الكتاب إلى موضوعه، بخطاب يحتفظ  بما يصل الكتابة ببصريتها، وهي سمة تبني في ما تخلقه من انطباعات وحوار فني مع لوحات ونصوص تستند إلى خبرة ذاتية تمتلك رهانا يسمح بفتح هذا المنجز على دلالات تتجاوز التأويل، وتقيم في المنطقة البينية الزلقة.

اللافت أن سمة الخطاب في الكتاب يكتسي وظيفة قرائية ودلالية أثناء إنتاج وتلقي اللوحة. لا تفصل الكاتبة الشعر عما يشده إلى أصوله البصرية، وبهذا الوصل تهيئ لبابة لعلج ماء التلقي ليسمح بأن يستحضر اللوني عبر اللغوي على نحو يغدو فيه الشعر لوحة واللوحة شعرا. وهو ما ساهم في تجلي كل أشكال التأثير والانفعال والتفاعل ما بين الكاتبة وزمنها النفسي الذي يشهد تحولا واسعا سواء في الاختيار أو الاحتفاء، فتظهر رموز هذا التأثير عبر انتقاءات نصية وبصرية لشعراء وتشكيليين وفنانين عرب وغرب. وهو تحقق معبر عن تلك الخلاصة التي يصعب قولبتها في أشكال أو صيغ محددة. لذلك كانت مرونة الأداء اللغوي في هذا الكتاب الاحتفائي إحدى مزايا الفعل الإبداعي الذي ظل محافظا على خصوصيته البصرية الفنية، ومؤثراته الإبداعية الممثلة في الخيال، والإيقاع، والمعنى، والرمز، والشكل، وهي مداخل لا تتجاوز التعارف كما صرحت الكاتبة نفسها.

فدوى طوقان، نزار قباني، بول كلي، نازك الملائكة، شان سا، بيكاسو وغيرهم أعلام في الكتابة والتشكيل تمثلت لبابة لعلج أعمالهم بحس احتفائي يرتّق الصلة بين الكتابة واللوحة عبر نسيجة تأليفية تؤالف بين الفنين. وكأنها تعيد صياغة قولة الجاحظ التي ترى في الشعر صناعة وضربا من النسيج، وجنسا من التصوير.

لقد اضطلع كتاب “شعر وتشكيل،كتابات ولوحات” عن قدرة الكاتبة على تقديم المكتوب وهو يطفو واصفا للصور الاستعارية والاستعادية، من خلالها ترى المعاني الخفية، مرة تؤولها نصا، ومرة تخلقها تشكلا لونيا. وبهذا تنوع أدوات أدائها في وقت رأت في مقروئها ومعارفها البصرية تأثيرا ماديا في إبداعها، لتتبدى الخلاصات والتخيلات وتنصهر في بوتقته مشكلة ارتباطا قويا على نحو جعل السكون في اللغة يقابل اللون في اللوحة. وبدا اهتمامها في مشغلها التخييلي، بمنظورين: لغوي زمني وفني مكاني. فعوّضت بذلك ما كان قد تم استرفاده من الرسم بسمات تشكيلية غدت أداء بصريا يحسب على الشعر، الذي عبرت عنه. وارتقت باللوحة إلى مرحلة التقنية والحيز المكاني تقابلها الكتابة.

إلا أن الوعي بتجاور الكلمة والصورة في لفتة ممتدة وبقيمة فنية شديدة التحيز إلى ثقافة الوفاء والالتفات الفني والجمالي، بدا ظاهرا في ماهية هذا الكتاب. اتخذت الكاتبة استراتيجية التجاور والتعريف منطقا مخصبا لحدود التأثير والامتداد والتواصل مع ثقافتها النصية ومقروئها البصري.

إن دخول الشعر على اللوحة، بمعنى أن يكتب الشاعر نصه بناء على رسم، أو صورة معينة على أن يقدم النصان الشعري والبصري مع بعضهما من أجل توليد دلالة بصرية، قد يوحي بالعلاقة وحدود التجاور، وهذا التواصل في التأثير ليس عبر نماذج سريعة أو قليلة، وإنما امتد إلى خلق تفاعل مع النص من خلال مساره الشكلي، والتقني مرورا بالوسائط الفنية المتجددة والمعروفة بين أدوات الرسم  ولغة أخرى تنبثق من حس شكلي جمالي.

لقد قصدت لبابة لعلج من خلال منجزها تجسير الفجوة بين الشعر واللوحة على المستوى الأدائي، وإبراز ما بين المجالين من تصاهر وتمازج يوقظان في نفس المتلقي مشاعر وأحاسيس وأفكاراوذلك من خلال ما يقدمانه من صور سعيا إلى بلوغ الشعرية.

 

 

ا

اما الشاعر والناقد نور الدين ضِرَار فيقول في ورقة بعنوان “بين تشكيل الشعر وشعر التشكيل…”الكتابة أنقذتني من اللعب المفرط باللون” ميران كروبول

“شعر وتشكيل”…

عتبة تفضي بنا لِعَوالِمَ حَافِلَةٍ بخطوط التماسّ ما بين قصيدةٍ رَائِيَةٍ وَلوحَةٍ مَرئِيَّة… لكنها عَوالمُ ما أن نستأنسَ بأجوائِها المُلهِمَة حتى تَرمِيَ بنا في غمرة لحظة آسرة، وتَحمِلنا فوقَ كلِّ حُدُودِها الفاصلة، لِتَجعلنا على نَحو مِرآوِيٍّ نرى كلَّ قَصِيدَةٍ بهَيئةِ لوحَة وكلَّ لَوحَةٍ بِهيئة قصيدة.

 

“شعر وتشكيل”…

مُنجَزٌ جَماليّ مُتَنَوِّعٌ في مَرجِعِيَّاتِه، مُتَعَدِّدٌ في صِيَغه وأشكاله التعبيريّة من لوحة وقصيدة وشذرةٍ وإحالة وسيرة. به تترسّخُ لبابة لعلج، مرة أخرى، في كرّاسَةِ إبداعنا المَغربِيّ بصُورَةِ الفنّانة الشاعرة والشاعرة الفنانة.

هي الفنانة التي كلما ضاقت عنها لُبُوسُ اللوحة، تَاقَتْ لصياغة دواخلها الإنسانيّة في قصيدةٍ بِرَحَابَةِ رُؤاها الخلاقة… وهي الشاعرة التي كلما انبَجَسَ بعينيها أفقُ القَصيدة، فَتَحَتْ على أطراف العالم كوَّةً من لوحة زاخرة بألوانها الزاهية.

وما بينهما تبقى نَفسَ المبدعة الحريصة على نزوعِها باستمرار لتجاوز انحسار العمل الفني  في محدودية مجاله، والتَوَسّلِ بأكثرَ من أداةٍ ومادة في بلورة منجزها على إيقاع نَبضِها الخاص بوتيرةٍ يتماهى فيها مَجازُ الشعر بتلاوينِ التشكيل.. بهذا الالتحام، تندغِمُ الأجناس، وتنتفي بينها حتى خطوط التماسِّ وفق المقولات التي تُقاربُ بين الشعر والتشكيل من خلال قصيدةٍ أشبَهَ بلوحة ناطقة ولوحةٍ أشبه بقصيدة صامتة، لِنَجِدَ أنفسَنا في حضرة فنانة دأبت في أعمالها الأخيرة على أن تجعل من كلِّ قصيدة لوحة ومن كلِّ لوحةٍ قصيدة.

إنَّ القصيدةَ في حَدِّها الفنيِّ على الأقلِّ صُورَة وإيقاعٌ وَبِناء… صورة في بٌعدِها التشكيليّ، وإيقاعٌ في بُعدِها الموسيقيّ، وبناءٌ في بُعدِها الهندسيّ، بوصفها مجالا لتوثيق لحظة شعرية محكومة بزمكانها الخاص، وتلك مُواصَفاتٌ تجعلها أقرَبَ لِجِنسِ اللوحة كمجال لاشتغالٍ جماليّ يقوم بدوره على تشكيل الصورة وتناغم الألوان وضبط الأبعاد داخل مساحة مؤطرة بحدودها المرسومة.

ولعل من اللافت في حالة لبابة لعلج في هذه المُرَاوَحة بين “شعر وتشكيل” إصرارُها – بشكلٍ واعٍ أو غيرِ واعٍ – على تجاوز التّصَوّرِ الذي يقف عند حدود اللوحة التي تلهم قصيدة أو القصيدة التي تلهم لوحة… مُراوَحة بين قَلمٍ وفرشاةٍ لا تلبث أن تَصِل بِنا إلى النقطة التي نستشعر معها تَنامِي الحاجة لتلك الطاقة المضاعفة التي تستدعي من الشاعر أن يكون فنانا تشكيليا أو من الفنان التشكيلي أن يكون شاعرا. في الحالة التي يستعصي مثل هذا التفرد تَنوبُ عنه إمكانية التعدد كما تشهد به لبابة لعلج نفسُها في هذا المقام باستحضار شعراء وفنانين نسجوا صداقات عظيمة لا تزال في حفظ التاريخ بذخائر وتحف فنية خالدة.

هنا اللوحة القصيدة والقصيدة اللوحة بما هي رؤية للذات والعالم، إذ تجعل منها لبابة لعلج مساحةً للكتابة الشعرية أو الشذرية دون أن ترسم لها حَدّاً محكوماً بالمعجم، وفضاءً للتشكيل دون أن تجعل له إطاراً محدوداً باللون. بذلك تفتح أمامنا كلَّ هذا الامتدادِ الرّحبِ لتجربة إنسانية بأكثر من ملمح إبداعي، في سياق ممارسة فنية تستلهم رؤاها من مرجعيات متعددة، وبمباركةِ سُلالةٍ عاهلة من دوحة الشعر العظيمة، تمتدّ من هوميروس إلى أبولينير وأدونيس، ومن طاغور إلى لوركا ومحمود درويش.

كلّ ذلك بِطراوَةِ مِدادٍ ويَناعَةِ طِلاء مُنصَهرَينِ في صياغةٍ جَماليّةٍ مُؤَسَّسَةٍ من جهة على الوعي بتجاسر الفنون، وقائمة من جهة ثانية على القناعة الراسخة بضرورة انفتاح المبدع على كل أشكال التعبير المحايثة لمجال اشتغاله.  لذلك فإن القصيدة واللوحة في عُرفِ لبابة لعلج لا تكتفيان بالتصادي بين الشعري والتشكيلي بقدر ما تندِغمان في لحمةٍ واحدة تشتبك عناصرها الفنية حبرا ولونا، لحما ودما. هذا ما يُتيح إمكانية تجاوز الاكتفاء بالكتابة ذاتِ البعد الفنيّ مقابل اللوحة ذات البعد الشعريّ، والتطلع بالتالي إلى منجز يتجاوز نمطية الأشكال بارتيادِ مِثلِ هذا الأفق المفتوح لحرية الإبداع بحس شعري وفني متكامل خلاق.

من مزايا هذه المُراوَحَة بين “شِعر وتشكيل” انشِدادُها لِخَفايا المَتنِ الشعريّ بملامسة بواطنه وَمُراوَدَة المُنفلِتِ من العمل التشكيليّ باقتفاء أثره، على اعتبار ألا وجود للوحة كاملة ما دامت بين ثناياها دوما ثنيّة من هذا اللايُرسَمُ بالحبر والألوان، كما لا وجود لقصيدة كاملة ما دامت بين حناياها حتماً بقية من هذا اللايُقالُ بالشعر واللسان.

من ثمَّ يكون تَزامُنُ الشعر والتشكيل بنفس اليَدِ التي ترسم وتكتب في الآن ذاته تعبيرا عن هذا التّوقِ المتوثب لنوع من الاكتمال المأمول.  َكأننا بلبابة لعلج هنا مُبدِعَةً مَجبولة على الفرشاة لا تتوانى في اللجوء لفعل الكتابة كلما تخطرت ببالها فكرة لامَرئيّة عَصِيّة عن الإمساك أو لمجرد أن تتحسَّسَ رتابة الأشياء وتتخثرَ في دمها الأصباغ والألوان، عساها بذلك تلامس تلك “النقطة العليا” التي ينتفي فيها كل حدٍّ فاصل بين المَرئيّ تشكيليا بمِساحةِ حُلمٍ مُتاح واللامَرئيّ شعريا برحابة خَيالٍ مُجَنّح. فِي ظِلِّ هذه المراوحة المتأرجحة بين “شعر وتشكيل” يتحققُ أيضاً بدرجة ما تفاعُلُ العناصر وتوازنُ الأشكال وينتظمُ تناغمها على وتيرةِ مقاماتٍ وإيقاعاتٍ متنوعة بِما يكفي لتوفير جرعة زائدة من الحياة في اللوحة والقصيدة على حد سواء، ويُؤَجِّجُ بالتالي هاجِسَ القبضِ على اللامرئي بالمرئي من خلال تكثيف اللحظة الإبداعية وتدقيقها في كل صورها الممكنة، خاصة منها تلك النابضة بالأسئلة الجوهرية للكينونة الإنسانية.

هكذا هي اللوحة هنا مَثوى القصيدة.

والقصيدة عالَمُها الزاهي بالرؤى والألوان.

بهما يَلتَمّ الشاعرُ والفنّان في عِناقِهما الخلاق.

روحاً من بَوحِ يَراع، وجَسَدا من صَوغِ فرشاة.

وَفي نهر الأبديّة دوماً، مُفعَمينِ مَعاً بِزَخم الحَياةِ وَنُزوعِ البَقاء.

سيانَ أن تكونَ لوحة أو قصيدة.

هي نفسُها تلك الروحُ المُجَنَّحة كوجهِ غيمةٍ من أليافِ السماء.

العارية كَدَفقةِ ماء في خلجانها العميقة.

الشفيفة كَلطخة حبر بقلب لوحةٍ شاعرة.

 

Related posts