ثقافة وفنون
أقدم مهرجان وطني يرد الاعتبار للتراث والموروث الثقافي اللامادي الوطني
مراكش ـ من مصطفى صوفي 7 ـ 7 ـ (اج) ـ ـ ـ تستضيف مدينة مراكش من 24 و28 غشت المقبل، فعاليات الدورة 51 من المهرجان الوطني للفنون الشعبية، وذلك تحت شعار “أغاني وإيقاعات أبدية”.
هذه الدورة من المهرجان، الذي تنظمها جمعية الأطلس الكبير برئاسة الدكتو رمحمد الكنديري، بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة، عقب الأزمة الصحية لكوفيد-19، تمثل أكثر من حملة ترويجية للمدينة الحمراء وللتراث الثقافي الوطني، لكونه يعد تحديا حقيقيا للزمان من خلال أصالة فنون الأجداد التي لا تزال أكثر حيوية على مر السنين.
كما ان دورة هذه السنة نقلا عن بلاغ للجنة المنظمة تناقلته عدد من وسائل الاعلام، تحتفي بمرور أزيد من 50 سنة للفنون الشعبية في جميع جهات المملكة، حيث يتموقع كعمل ثقافي حقيقي للحفاظ على التراث المغربي.
هذا الحدث الفني، المقام سنويا بقصر البديع كمعلمة تاريخية عريقة يعود تاريخها للقرن 16، يستدعي وعيا ثقافيا قويا، حيث تعيد الفنون الشعبية بأذهان المتتبعين إلى تجذر الانتماء، ويتعلق الأمر بثروة حقيقية عميقة للتراث المتعدد الأوجه الفنية والأبعاد الاجتماعية والروحية.
ويندرج المهرجان الوطني للفنون الشعبية، الذي يعد أقدم مهرجان بالمغرب، أحدث سنة 1960، في إطار الدينامية الهادفة إلى المحافظة وإنعاش ونقل التراث اللامادي بالمملكة، الممثل في فنونه الشعبية والتقليدية (الموسيقى والرقص ومهن الفن والمنتجات المحلية)، وذلك بجعل هذا المهرجان أرضية للتعبير واللقاءات والتبادل.
ويشكل المهرجان مناسبة لاكتشاف أصالة وتنوع الفولكلور المغربي وتراثه الشعبي في مختلف تجلياته الثقافية والفنية واكتشاف الموروث وصناعة العفوية والأصالة من خلال فنون تقليدية نابعة من مصادر حية لم تتقادم مع الزمن.
ويأتي تنظيم هذه الدورة من المهرجان لرد الاعتبار للتراث والموروث الثقافي اللامادي الوطني، من خلال تثمينه وتحصينه والمحافظة عليه لكي يلعب دوره الفعال في مخططات التنمية المستدامة التي تعرفها المملكة، وإعطاء دفعة قوية وحيوية جديدة لهذه التظاهرة.
وأصبح هذا المهرجان موعدا سنويا يرد فيه الاعتبار إلى المجموعات الشعبية المغربية التي ظلت تكافح لسنوات عديدة من أجل المحافظة على هذا الفن العريق المتوارث عبر العصور، والذي يعد شاهدا على أصالة الحضارة المغربية وأمجادها، والمساهمة في تنشيط مدينة السحر والفنون.
كما يشكل هذا الكرنفال الموسيقى المتنوع، الذي اتخذ مساره الصحيح بعد اشراف جمعية الاطلس الكبير على تنظيمه من جديد، مناسبة لتنظيم عدد من الانشطة الفنية الموازية من معارض، ولقاءات وندوات وتكريمات، بهدف جعل المهرجان تظاهرة عالمية لتكريم الفنون في ابهى التجليات.
وشكلت الدورة السابقة، التي تزامنت مع الذكرى الفضية(50سنة)، من الدورات الناجحة على الاطلاق، خاصة انها عرفت كعادتها، فضيا من السهرات التي تابعها جمهور عريض، فضلا عن الكثير من الانشطة الموازية، لعل ابرزها المعرض التشكيلي المميز، الذي عقد بالمسرح الملكي، والذي شكل صورة راقصة للتفاعل بين الموسيقى والتشكيلي الجميلين.(النهاية) م ص