مهرجان الريف للفيلم الأمازيغي تجسيد للهوية الأمازيغية وترسيخ للثقافة السينمائية

مهرجان الريف للفيلم الأمازيغي تجسيد للهوية الأمازيغية وترسيخ للثقافة السينمائية

 

تضطلع المهرجانات السينمائية بأدوار مهمة، إن على المستوى الاقتصادي من خلال تحريك عجلة اقتصاد المدن المنظمة للمهرجانات السينمائية، من فنادق ومحلات تجارية وأسواق وغيرها، أو الثقافي عبر تلاقح الثقافات والانفتاح على ثقافات جديدة، أو على المستوى السياحي من خلال التعريف بالمؤهلات السياحية والتراثية لبعض المناطق، أو على المستوى الفني حيث تبادل التجارب الفنية والانفتاح على فاعليات وطنية ودولية في مجال السينما وتعزيز التبادل الثقافي والتفاهم بين مختلِف البلدان والثقافات.
كما تمثل هذه المهرجانات السينمائية شكلاً من أشكال الدبلوماسية الثقافية، من خلال الأدوار التي أضحت تضطلع بها في تقريب الرؤى بين البلدان أو من خلال الدفاع عن البعض القضايا المجتمعية، فالمهرجانات السينمائية لم تعد ترفا أو تسلية، بل أضحت جزء من الاستراتيجيات التنموية التي تضعها الجماعات الترابية.
ومن بين المهرجانات التي أصبحت تستأثر باهتمام مختلف الفاعلين في المجال الفني، نجد مهرجان الريف للفيلم الأمازيغي الذي تحتضنه الحمامة البيضاء شمال المغرب.
فهذا المهرجان يحظى بأهمية خاصة من طرف كل الفاعلين في المجال السينمائي، من مخرجين ومنتجين سينمائيين ونقاد وممثلين وغيرهم … لما يقوم به من أدوار في نشر الثقافة السينمائية بالمنطقة من جهة، ومن جهة أخرى الحفاظ على الموروث الثقافي الأمازيغي، عبر التعريف والتحسيس بالتراث والثقافة الأمازيغيتين وإثارة الانتباه لوضعيتهما، بل ويسعى إلى ترسيخ الأمازيغية وتعزيز مكانتها، كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية، خاصة في ظل العناية المولوية السامية التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوليها لها، وكدا اعتمادها كلغة رسمية للدولة المغربية إلى جانب اللغة العربية من خلال دستور 2011، باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة دون استثناء.
ويسعى مهرجان الريف للفيلم الأمازيغي الذي بلغ دورته السادسة، إلى توسيع نطاق المشاهدة خاصة في ظل التراجع الكبير لعدد القاعات السينمائية، كما يهدف إلى نشر التنوير والثقافة السينمائية وتعميمها وتقريبها من الجمهور الواسع، باعتبارها الحل الوحيد لتقريب لمتابعة الأفلام الجديدة في ظل الاغلاق المتواصل للقاعات السينمائية، كما يسعى منظمو هذه التظاهرة الفنية إلى الإسهام في التعريف بالثقافة السينمائية الأمازيغية، باعتبارها عنصرا أساسيا من الهوية الثقافية المغربية المتعددة الروافد. على الرغم من حداثة الأفلام الأمازيغية.
ويطمح القائمون على المهرجان إلى توسيع مقياسها من خلال استقطاب أفلام أمازيغية دولية، خاصة وأن الأمازيغ لا يشكلون وحدة ترابية محدودة، بل يتوزعون على عدة دول في المغرب العربي ومنطقة الساحل الأفريقي جنوب الصحراء الكبرى.

 

جبير مجاهد

Related posts