خريبكة السينما الافريقية: الطريبق يلتقي الجمهور بسينما منتصف الليل

خريبكة السينما الافريقية: الطريبق يلتقي الجمهور بسينما منتصف الليل

اقلام

 

تواصلت فعاليات الدورة ال 24 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية، اشراقاتها الوضيئة، بتنزيل بقية الأنشطة والبرامج التي سطرتها، طيلة أيام المهرجان الذي كان انطلق السبت الماضي، وطيلة أسبوع، منظما من قبل مؤسسة المهرجان، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.

ليلة الاثنين، من المهرجان كانت استثنائية، أضاءت نجمة أخرى، في سماء هذا الكرنفال السينمائي المغربي بكل البهاء الجذاب، بعد نجوم الافتتاح المتلألئة، حد الإمتاع والإبهار، تلك الليلة، سهر فيها ضيوف المهرجان، مع أولى الشموع المهرجان، في سمر لقاءات ومنتديات منتصف الليل.

ليل مهرجان السينما الإفريقية ليس كنهاره، فهناك الحالمون بعشق السينما، في كل مكان وزمان، وهناك النهاريون، المنتشون بكل الفقرات، وهناك الليليون، الدين يجتمعون هنا… رحاب فندق بودرقة(كاتر شومان)، استضاف، ذلك المنتدى الذي، أشرفته عليه الجمعية المغربية لنقاد السينما، وأداره رئيسها خالد الدامون، من خلال استضافه المخرج محمد الشريف الطريبق، ابن ميدنة العرائش، بمشاركة كل من محمد بنعزيز، سعيد ، ثم الدكتور بوشتى فرقد زيد.

لقاء منتصف الليل، الذي استضاف السنة الماضية، عددا من الوجوه السينمائية، كمحمد مفتكر، لم يتوقف فيه الحديث والنقاش عند المنتصف، بل تعداه الى حدود الهزيع الأخير من الليل، فيه تبادل الحالمون، الأفكار والنقاش حول تجربة هذا المخرج الشاب، الذي تستهويه ذاكرة النضال، ومشاعر الذات، وأوشام التاريخ الذي لا ينسى.

محمد الشريف الطريبق، الذي تدرج باحترافية في الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، ثم بعدها في فرنسا من خلال تجربة تكوينية مهمة، ابدع عددا من الأفلام القصيرة منذ سنة 1998، فضلا عن ثلاث أفلام روائية طويلة، شكلت له ولعدد من المتتبعين لتجربته السينمائية، ثلاثية سينمائية تتداخل وتتعانق شكلا ومضمونا، باعثة للملتقي فيضا من العلامات والرسائل السينمائية الممتعة.

في اللقاء، اكتشف الحاضرون، عددا من القضايا التي همت فيلم ” زمن الرفاق” في نهاية الثمانينات، ثم تجربته المعاشة، وتباشير إرهاصات تجربة التناوب، وقصص عاطفية هاربة، وهاجس التخلص من الخلفية السياسية، فضلا عن تاريخ المغرب، والاضافات الرقيقة التي تمت في كل فيلم على حدة…

حديث منتصف الليل، الذي تتبعه حضور وازن، طرح فيضا من الأسئلة، حول زمن الرفاق وأفراح صغيرة، و”جورنال انتيم”، ولامس تجربة عدد من المخرجين النقاد، من مثل سعد الشرايبي ومومن السميحي وعز العرب العلوي المحارزي، كما تم التطرق على قيمة الهوية في أعمال الطريبق، وكيفية ملامسة ما يسمى بالسينما الكونية، مع الحفاظ على الخصوصية البصرية وغيرها.

ضيف المنتصف، يعتبر أن الكتابة عن السينما متعة، والاشتغال في السينما متعة أخرى لا تعدلها متعة، والهوية البصرية شكل آخر من أشكال الإبداع، الذي يقود المخرج إلى آفاق رحبة، تحقيقا لمشاعر وعواطف وأحداث شخصية دون الانسلاخ من ما هو تاريخي ومجتمعي.

الناقد الدكتور بوشتى فرق زيد، من خلال مذكرات الطريبق، تساءل عن المدرسة التي ينتمي إليها مخرج منتصف الليل، هل المدرسة التي لا تعتمد على السناريو(كودار)، ام المدرسة الأخرى وأين يجد ضالته، في تجربته السينمائية؟.

تلك إذن كانت بعض من اشراقات تلك الليلة المضيئة بأسئلة عميقة وأجوبة اعمق، ونقاشات، أثرت هذا المنتدى الفريد، الذي شكل ويشكل احد الطقوس السينمائية، والتجارب الرفيعة التي تميز مهرجان السينما الإفريقية… تلك اذن كانت أحلام أولائك السينمائيون الليليون، أضاؤوا شمعة، وتمتعوا بالتأمل في نجمة المنتدى، فيما النهاريون، غدا، لهم  موعد اخر مع فيض من الأنشطة الأخرى، عبر نقاشات الأفلام، وورشات، وعرض مزيد من الأفلام سواء داخل المسابقة أو عروض بانوريامية للكبار والصغار….

 

 

Related posts